الرئيسيةسناك ساخن

وفاة الشاب لؤي طيارة تحت التعذيب في حمص تدق ناقوس الخطر على حقوق الإنسان

مدير الأمن العام: هذه الحادثة يتم التعامل معها بجدية مطلقة، ولن يكون هناك أي تهاون في محاسبة المسؤولين

لقي الشاب “لؤي طيارة” حتفه تحت التعذيب في السجن عقب القبض عليه من قبل عناصر إدارة العمليات العسكرية قبل أيام، الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة عن مصير التعذيب الذي يأمل السوريون أنهم طووا صفحته بسقوط نظام “بشار الأسد”، كذلك عن مصير “كتبة التقارير” الذين كما يبدو ما يزالون يمارسون عملهم.

سناك سوري-حمص

وخرج الشاب “مالك السقا” عبر بث مباشر بالفيسبوك، قال إنه مع 5 آخرين كانوا جيران الضحية ويمتلكون محلات تجارية بالقرب من محله، مضيفاً أن والدة “لؤي” كانت تعمل في حزب البعث، وكان ابنها يمتلك سيارة عليها صورة الرئيس المخلوع، ويومياً كان “مالك” وأصحاب المحلات الأخرى يبصقون على الصورة ويوجهون كلامهم لـ”لؤي” الذي كان يرّد عليهم بأنهم بهذه الطريقة يؤذونه كون والدته تعمل في “الحزب”، دون أن يُلحق بهم أي سوء وقد كان يستطيع يومها كما قال جاره “مالك السقا”.

“السقا”، تحدث عن طريقة وفاة جاره بأنها جاءت نتيجة ضرب بآلة حديدية على رأسه خلال التعذيب أدت لحدوث جلطة ووفاته على الفور، مشيراً أن ما جرى لـ”لؤي” كان نتيجة تقرير كُتب فيه، مطالباً معرفة هوية صاحب التقرير ولماذا يتم التكتم عليهم اليوم، وقال: «من زمان كان في مخبرين سريين لأن النظام هيك بده، بس اليوم ليش سريين، ليش المخبر ما بيطلع وبيقول اسم البني آدم يلي ضاره قدام الأمة كلها».

وأبدى الشاب مخاوف من أن أي مشكلة بين اثنين مثلاً، ممكن أن يقدم أحد أطرافها لاتهام الطرف الآخر بأنه مخبر للنظام، وبالتالي من الممكن أن يموت تحت التعذيب ظلماً، وقال: «يا بيموت بين ايدينا يا بطلع بريء وبياكل قتل بذنب مين طيب اذا بري؟ مابدنا نخلص من جماعة بشار والافرع والقصص القديمة».

مطالبات بفتح تحقيق

وطالب رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، “عبد الكريم الريحاوي”، بفتح تحقيق موسع ومساءلة العناصر الذين قتلوا الشاب “لؤي طيارة” تحت التعذيب، وقال إن الشاب لقي حتفه بعد ساعات من توقيفه من قبل عناصر إدارة العمليات العسكرية في حمص.

وأضاف أن العناصر كانوا داهموا منزله يوم الثلاثاء الماضي وفتشوا منزله إلا أنه لم يكن متواجداً فيه، ليقوم أحد أقارب الضحية بتسليم الشاب صباح الأربعاء للتحقيق معه، وبعد مرور أقل من 24 ساعة اتصلوا مع ذويه وأخبروهم بوفاته.

وبحسب “الريحاوي”، فإن الطبيب الشرعي أكد الوفاة بسبب ضربة شديدة على الرأس، كذلك بدت آثار التعذيب واضحة على الجثة خلال الدفن، علماً أن الشاب وحيد لأمه ولم يكن متورطاً بأي نشاط سياسي من أي نوع.

“الريحاوي” الذي طالب بفتح تحقيق فوري وتوقيف المسؤولين عن الحادثة وتقديمهم للقضاء، قال إنه تلقى اتصالاً من أحد مسؤولي هيئة تحرير الشام أكد فيه توقيف المسؤولين عن مقتل الشاب.

الأمن العام لن يتهاون بمحاسبة المسؤولين

وقال مدير إدارة الأمن العام في حمص لوكالة سانا، إن دورية من الأمن العام قامت بتوقيف “لؤي طيارة” يوم 29 كانون الثاني الجاري، بناءً على مذكرة صادرة عن النيابة العامة، كون “طيارة” كان يعمل ضمن صفوف الدفاع الوطني في مدينة حمص، ولميقم بتسوية وضعه القانوني ولحيازته أسلحة غير مصرح عنها حيث تم تنفيذ عملية التوقيف وفق الإجراءات القانونية المتبعة، وتم نقله إلى مركز الاحتجاز تمهيداً لإحالته إلى القضاء.

واضاف مدير إدارة الأمن العام: إدارة الأمن العام تؤكد التزامها التام بحماية حقوق المواطنين وصون كرامتهم، وأن جميع الإجراءات القانونية ستُتخذ لضمان العدالة والشفافية، وسيتم الإعلان عن نتائج التحقيق فور انتهائه، ونؤكد أن أي انتهاك للقانون لن يُسمح به تحت أي ظرف.

وتابع المصدر أنه أثناء احتجاز “لؤي طيارة”، وقعت تجاوزات من قبل بعض العناصر الأمنية المكلفة نقله، ما أدى إلى وفاته على الفور، وتم فتح تحقيق رسمي تحت إشراف النيابة العامة، كذلك توقيف جميع العناصر المسؤولة وإحالتهم إلى القضاء العسكري، مؤكداً أن هذه الحادثة يتم التعامل معها بجدية مطلقة، ولن يكون هناك أي تهاون في محاسبة المسؤولين.

ويأمل السوريون أن يشهدوا محاكمات عادلة لكل مجرمي الحرب، من دون انتشار أي مظاهر انتقامية، فالمطلوب هو العدالة الانتقالية لا الانتقامية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى