الرئيسيةقد يهمكيوميات مواطن

هنا سورية.. ابتسم وعيش اللحظة!

الموظف يبتسم مرة واحدة شهرياً.. والمسؤول يبتسم دائماً أمام الكاميرات.. لماذا تبتسم أنت؟

سناك سوري-داليا عبد الكريم

يأخذ صديقي بنصيحة الكاتب الأميركي “جاكسون براون” الذي قال يوماً: «أعطِ الناس ابتسامة فقد يكون هذا أفضل ما يجده أحدهم طوال يومه»، صديقي ذاك يصر على الترويج للابتسامة بطريقة جميلة تدفعني باللاشعور لتجربة هذا الحدث الفريد رغم كل ما يمر بنا، «#هنا_سورية، #ابتسم_وعيش_اللحظة»، يكاد لا يمر يوم دون رؤية هذين الهاشتاغين على صفحته الشخصية.

لا أعلم من أين يستمد صديقي مدرب التنمية البشرية هذه القدرة للحض على الابتسام بشكل يومي طيلة الأشهر الفائتة، لكنني أعي تماماً شعور جاري الذي سُرقت سيارته الفان العام الفائت، وحين تمكن من استردادها بعد دفع 3 ملايين للسارقين، ابتسم لكونه قد استعادها!.

الكثير من السوريين لم يعلموا أن الجمعة الفائت صادف اليوم العالمي للابتسامة الذي يحتفل به العالم في الجمعة الأولى من شهر تشرين الأول من كل عام، في الحقيقة الابتسامة لم تعد شيئاً حقيقياً في حياتنا، باستثناء تلك الابتسامة الصفراء الساخرة من كل ما يجري حولنا، ربما هي ابتسامة “التمسحة” التي يصادف يومها العالمي لدينا كل يوم منذ أكثر من 7 سنوات هي سنوات الحرب التي نعيشها في البلاد.

جارتي التي فقدت ابنها الشاب جراء الحرب، وتعيش ظروفاً معيشية مزرية كما كل السوريين، ما تزال تبتسم في كل مرة تحصل فيها على “هبة ما” لكونها من أقارب ضحايا الحرب!، ربما هي حقيقة مؤلمة لكنه الواقع الصعب.

الطفلة التي أصادفها بشكل شبه يومي أثناء توجهي للعمل، ما تزال تبتسم لي كلما اشتريت منها علبة “علك”، ومثلها طفلتي حين أمنحها صباحاً “خرجية” الروضة!.

صديقتي التي تعاني من وجه زوجها المتجهم طيلة الوقت، تقول لي إنها لا توفر ابتسامة تصادفها، تضيف: «أبتسم له صباحاً فيرمقني بنظرة تقول لي: “على شو مبتسمة”، أرد عليه بابتسامة صامتة بما معناه: “يا روحي بدي احتفي بشبابي وابتسم واضحك”، يكمل نظرته المتجهمة ويمضي في حال سبيله نحو الحمام، هذا الحوار الصامت ما زلنا نعيشه منذ تزوجنا قبل 6 سنوات».

الموظف يبتسم لمرة واحدة شهرياً، تزداد حدة الابتسامة كلما عانى في إيجاد صراف آلي “شغال” ليقبض راتبه، وحين يجده يحتفل بنشوة النصر عبر ابتسامة رضا لن تطول كثيراً، بعكسه المسؤول هو يبتسم أمام الكاميرات دائماً، ودائماً لا نراه إلا عبر الكاميرات.

في “سوريا”، كلنا مبتسمون، بفارق المغزى من الابتسامة تشعر وكأن الجميع “فاهمينها غلط”، وحدها الحرب فهمتها “صح”، هي ما تزال تقهقه عالياً على أنقاض ما تبقى من أرواحنا، أياً يكن، وعلى قولة صديقي: «#هنا_سورية،#ابتسم_وعيش_اللحظة».

اقرأ أيضاً: “لبنان” كما “سوريا”.. يضم الكثير من السوريين الفقراء!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى