
أثار نفي الشابة “آية قاسم” خبر اختطافها في فيديو نشرته محافظة طرطوس، العديد من علامات الاستفهام في وقت يتزايد فيه الحديث عن ظاهرة اختطاف نساء من الساحل السوري، إذ ورغم عودة “آية” ونفيها الاختطاف ماتزال العديد من النساء مختفيات مثل “بتول عارف حسن” التي لم تنل الضجة ذاتها التي أثارتها “آية” باختفائها.
سناك سوري-دمشق
وفي التفاصيل نشرت صفحة محافظة طرطوس فيديو ظهر فيه أحد مسؤولي الأمن، وتحدث عن تفاصيل اختفاء “آية” مشيراً أنه وصلهم البلاغ يوم الخميس 17 نيسان باختفاء الشابة وهي متجهة إلى دائرة الامتحانات في المدينة، ليتم تنظيم الضبط.
وأضاف أنه بتاريخ 19 نيسان تحدث معهم والد الشابة وأخبرهم أنها على أوتستراد حمص طرطوس، لتتوجه دورية وتحضر الشابة إلى قسم الشرطة وهي بصحة جيدة، مضيفاً أنها كانت مع صديقة لها تعرّفت عليها مع شاب آخر اسمه “أحمد” قبل شهرين في طرطوس، ليتم تقديم الضبط للمحامي العام الذي قرر تسليم “آية” لذويها.
في ختام حديث المسؤول الأمني، قال: «كل ما يشاع عن حادثة اختطاف هو عار عن الصحة جميع مقاطع الفيديو التي انتشرت كانت مفبركة بشكل غير دقيق من قبل آية وأصدقائها الذين ذكرتهم عند تواجدها لدينا».
سرعان ما تظهر “آية” في الفيديو ذاته، تقول إنها خرجت من منزلها عند الثامنة والنصف صباحاً وقالت لعائلتها إن وجهتها دائرة الامتحانات، لكنها توجهت إلى الكراج الجديد لتنتقل إلى حمص ثم حلب حيث كانت صديقتها التي تعرفت عليها عبر الفيسبوك بانتظارها، وأضافت أن تلك الصديقة أخبرتها بوجود عمل في مشغل خياطة لكن حين وصلت اكتشفت أنه لا يوجد عمل.
آية قاسم: مو خطف ولا فصائل ولا حدا ضغط عليي انا قلتلن بدي اطلع واحكي هذا الفيديو.
لاحقاً أقدم الشاب على ضرب “آية” ومن ثم التواصل مع عائلتها ليسمعوا صوتها ويفقدوا الأمل من عودتها ويتأكدوا من أنها مخطوفة، لكنّ الشابة تمكنت من القرار كما قالت لتبيت ليلة في الحديقة وفي صباح اليوم التالي تسافر إلى طرطوس وتتصل مع أهلها بعد أن نزلت في نقطة “مجدلون البحر”.
في ختام حديثها قالت “آية” إن القصة ليست اختطافاً وهي خرجت بنفسها بهدف العمل، وحين شعرت أن العمل “مو تمام” عادت، وأضافت: «مو خطف ولا فصائل ولا حدا ضغط عليي انا قلتلن بدي اطلع واحكي هذا الفيديو».
علامات استفهام
الرواية السابقة تخللها الكثير من علامات الاستفهام، وفضل كثير من الناشطين بحقوق الإنسان والصحفيين عدم إغفال الملف كون “آية” ليست الضحية الوحيدة فيه، مع استمرار الحديث عن حالات اختطاف آخرها محاولة اختطاف طالبة في الـ13 من عمرها بمدينة اللاذقية باءت بالفشل كما ذكر أهالي من المدينة عبر الفيسبوك.
الصحفي “بلال سليطين” قال إنه سمع شهادة “آية”، وأضاف: «لم أستطع تمييز ماذا يختلف الاختطاف عما حدث معها؟»، فبناء على ما قالته كان هناك عرض عمل كاذب بقصد الاستدراج مكان محدد، كما تحدثت عن اعتداء جسدي في المكان الذي استدرجت إليه، مع ابتزاز الأهل عبر الهاتف وأخيراً هروبها من المنزل حين أتيحت لها الفرصة.
وقال “سليطين” إن كل تلك الجرائم يعاقب عليها قانون العقوبات السوري والفرار لا يُسقط الجريمة، «وكنا ننتظر من المسؤول الذي علق على ماحدث معها أن يوضح ماهي الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية بحق من استدرجوا الفتاة إلى هذا المكان؟».
عبد الله علي: الخطف عندما يتنكّر بزيّ استدراج مكتمل الأركان
الصحفي “عبد الله علي” اتفق مع رؤية زميله “سليطين”، وقال في منشور له بالفيسبوك: «كيف يكون الخطف إلا هكذا؟ ما اسم استدراج فتاة بذريعة عمل من محافظة إلى محافظة؟ ولماذا ضربها الشاب؟
وكيف مقاطع الفيديو غير صحيحة وفق ما قال المتحدث من قسم الشرطة، وآية قالت أن الشاب كان يضربها كي يسمعها أهلها وهي تصرخ عبر الهاتف ويفقدون الأمل منها؟؟؟».
وتابع تساؤلاته: «هل سننتظر آية كي تقول لنا إذا كان هناك فعل جرمي أم لا؟ أم هذا اختصاص القضاء الذي يجب أن ينظر في الوقائع ويطبق عليها النص القانوني المناسب؟ ثم أين حلا وأحمد؟ ماذا حلّ بهما؟ هل استجوبا وأحيلا إلى المحكمة؟».
الناشطة يارا مياسة: آية كانت مخطوفة!
الناشطة بحقوق الإنسان المقيمة في ألمانيا، “يارا مياسة”، طالبت بوقف استغلال أوجاع الناس ونشر فيديو عودة الشابة، وأضافت: «آية رجعت عبيتها مكسورة القلب والخاطر والجسد وكل مايشاع عن سبب ومكان اختفائها محض هراء، آية كانت مخطوفة ولم تهرب كما يشاع عنها».
وبدت الناشطة حاسمة وهي تقول «نعم أجبرت وأجبرت وأجبرت لتقديم شهادة مزورة وتم اختراق كل معايير حقوق الإنسان في قضيتها»، دون أن تضيف المزيد من التفاصيل وفيما إن كانت تمتلك معلومات معينة موثقة حول القضية.
وسبق وأن تداول ناشطون فيديو لوالدة “آية” وهي تقول إن “آية” بقيت محتجزة عدة ساعات في قسم الشرطة لأنهم يريدون أن تقول بأنها لم تكن مختطفة، الأمر الذي اثار المزيد من علامات الاستفهام قبل أن تظهر الشابة بفيديو جديد وهي تدخل منزل عائلتها ويستقبلونها بالدموع والفرح لعودتها.
وبينما عادت “آية” إلى منزل عائلتها، ماتزال “بتول عارف حسن” و”بشرى مفرج” مختفيتان دون أي معلومات عنهما حتى اليوم، فماذا عن بقية النساء المختفيات في الساحل وتكرار الحديث عن حوادث اختطاف جديدة في السوشيل ميديا؟