الرئيسيةرأي وتحليل

هل بدأ الإعلام الحكومي السوري بالابتعاد عن زقزقة العصافير؟

محاولات من الصحف الحكومية لرفع الصوت بوجه القرارات والمسؤولين

سناك سوري-رحاب تامر

في الوقت الذي يتهم فيه الإعلام الحكومي السوري، بأنه ينقل واقع “زقزقة العصافير”، وتجميل الواقع المزري الذي يكابده المواطن السوري اليوم، يبدو أن هناك محاولات للخروج عن هذا الخط، ورفع الصوت عالياً تجاه بعض القضايا الأساسية، التي من الواضح أن العاملين في الإعلام الحكومي يكابدونها شأنهم شأن غيرهم، ما جعل تجاهلها أمر مستحيل.

على سبيل المثال، كتبت صحيفة تشرين الحكومية، مطلع شهر آب الجاري، عن التقنين الكهربائي، وتساءلت لماذا يتم إعفاء الفنادق والمنتجعات منه، ومنحها الكهرباء 24 ساعة على 24 ساعة، بينما يعاني المواطن التقنين الطويل، ربما لم تشر الصحيفة بشكل مباشر لفئة مرتادي تلك المنتجعات من رؤوس الأموال وحتى أثرياء الحرب، لكن كان باستطاعة القارئ الوصول إلى تلك الفكرة من خلال ما بين السطور.

مثال آخر من صحيفة الوحدة المحلية التي تصدر في محافظة “اللاذقية”، والتي نشرت مؤخراً مقالين يعبران عن وجهة نظر الشارع، ويثيران أسئلته الحقيقية.

الأول كتبه رئيس تحريرها “غانم أحمد”، منتصف شهر تموز الفائت، تحدث فيه عن معاناة المواطنين، وسط تصريحات ووعود حكومية ماتزال حبرا على ورق، كما قال، مضيفاً أن السادة الوزراء حسب تعبيره لا ينقون ويعود ذلك حسب رأيه وتوقعاته لعدة أمور منها أن مستوى معيشتهم ودخلهم أكبر وأفضل ألف مرّة من أن يقارنوا دخلهم بمصروفهم، ويستدرك قائلاً: «حاشا لله، فهذا احتمال مستبعد»،  وإما أنهم أكثر قناعة وتواضعاً بأحلامهم وبمعيشتهم منّا، أكثر قناعة إلزامية منا كمواطنين.

اقرأ أيضاً: حكومة عرنوس وعدت بتحسين الوضع المعيشي.. فهل تحسّن؟

الثاني، نشرته الصحيفة في وقت سابق من آب الجاري، انتقدت خلاله تمييز منطقة “جرمانا” عن باقي المناطق السورية، بإعفائها ليلاً من التقنين الكهربائي بحجة حلّ مشكلة المياه، واعتبرت أن الأمر جميل في مضمونه، بالمقابل تساءلت «ألا توجد مشكلة مياه إلا في جرمانا؟»، وضربت مثالاً على ذلك ما يجري في “اللاذقية” من أزمة مياه جراء التقنين الكهربائي رغم أنها محافظة الينابيع والبحر، وتساءلت لماذا لا يتم إلغاء التقنين ليلاً في كل البلاد؟، أسوة بـ”جرمانا”.

إلى جانب تلك المحاولات إن جاز التعبير، كان لصحيفة البعث المحلية التابعة لحزب البعث وغير الحكومية، العديد من المقالات القوية من حيث طرح الأفكار، ووجهت انتقادات مباشرة أحياناً لأعضاء الحكومة ورئيسها، العام الفائت، ورغم أن حدة القوة خفّت وتيرتها مؤخراً على صفحاتها، إلا أن تجربتها العام الفائت كانت تستحق الوقوف عندها.

ربما لا يمكن القول إن تلك المقالات تعبرّ عن تغيير في سياسة الإعلام الحكومي السوري، كونها تجارب قليلة لا يتجاوز عدد المقالات فيها أصابع اليد الواحدة، بالمقابل ربما يكون الأكثر منطقية هو أن الموظفين في تلك الوسائل الإعلامية الحكومية، ومن صلب معاناتهم اليومية أرادوا أن يعبروا قليلاً ووجدوا مساحة صغيرة لذلك التعبير، فهل يصبح الأمر نهجاً، أم سيستمر الإعلام الحكومي السوري بالغرق بين أصوات زقزقة العصافير، وسطوع الشمس، وعوالم حياة البطريق؟.

اقرأ أيضاً: صحيفة البعث تخرج عن المألوف وترفع صوت النقد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى