الرئيسيةحرية التعتيريوميات مواطن

أغنياء وفقراء يبحثون عن ستر العيوب لدى مصلح الأحذية

يكاد الحذاء يصرخ: ارموني حيلوني على التقاعد حاجتي بقا

سناك سوري – رهان حبيب

لم يتخلّ السوريون عن عادة إصلاح الأحذية بأي مرحلة من مراحل حياتهم، إلا أن الواقع الحالي وارتفاع أسعار الأحذية بشكل جنوني اليوم، فرض عليهم زيادة الإقبال على محال تصليح الأحذية، ومن الممكن أن تتم عملية الإصلاح عدة مرات، قبل أن ينطق الحذاء قائلاً: ارموني حاجتي بقا!.

شراء الحذاء أصبح أمراً بالغ الصعوبة لايتم إلا بعد أن يعجز ذوي الحاجة عن إصلاحه، حسب مشاهدات مصلح الأحذية “نعمان رشيد” من أبناء مدينة “السويداء”، مشيراً في حديثه مع سناك سوري إلى أن خبرته بهذا المجال مكّنته من ستر عيوب أحذية الفقراء والأغنياء أيضاً الذين لاحظ وجودهم خلال مراجعتهم اليومية له في محله.

“رشيد” الذي تعلم مهنة تصنيع الأحذية في ورشة “درغم” أقدم ورش المدينة، يزوره الرجال والنساء والشباب وأطفال ذابت نعال أحذيتهم الرياضية، ولا طاقة لأهلهم لشراء خفافة جديدة للعب والمشاوير أيضاً، خاصة بعد أن أصبح ثمن الواحدة يتراوح بين ١٨ ألف إلى مائة ألف.

ويضيف: «يقارن الزبون بين كلفة الجديد والإصلاح لتتغلب كفة الإصلاح فبدل ١٨ ألف قد تكفي خمسة آلاف للإصلاح، وبالنسبة لأحذية الكبار تكفي عشرة آلاف لتركيب أرضية ونصف نعل ليعود الحذاء جديد تقريبا، ويغني صاحبه عن دفع عشرات الآلاف» لافتاً إلى أن عملية الإصلاح هذه كانت لا تكلف أكثر من 800 ليرة سابقاً، لكن سعر النعل ارتفع مؤخراً عشرة أضعاف ويحاول جاهداً تخفيف التكلفة قدر الممكن ليساعد الزبون.

اقرأ أيضاً: أسعار الألبسة متل النار.. المواطن يدفع فاتورة تعطل التجار!

مهنة الحرفي صعبة ولاتخلو من الأخطاء حسب “رشيد” وكل خطأ هو مؤذي للزبون والحرفي معاً، مؤكداً أنه تمكن بفضل حرفته من تعليم أبنائه الثلاثة وأمّن لأسرته حياة كريمة خاصة مع زيادة الطلب على عمليات إصلاح الأحذية في ظل الارتفاع الكبير لأسعار الأحذية الجديدة.

مواقف مختلفة لزبائن اعتادوا على إصلاح أحذيتهم لدى “رشيد” حدثنا عنها قائلاً: «إحدى زبائني وهي لاعبة رياضية طلبت استبدال نعل حذاء رياضي بتكلفة ١١ ألف لأن الجديد ارتفع سعره إلى ٦٠ ألفا، وآخر طلب تغير لون حذاء اشتراه من البالة بسعر مقبول وتبديل اللون بكلفة ألفي ليرة، وطالب أحضر حقيبة وأجرينا لها تعديل بسيط لنطيل عمرها، وآخرون أحضروا الحذاء عدة مرات للإصلاح».

الحرفي وهو من مواليد ١٩٧٢ يتفنن بمهارات إصلاح حافظ عليها رغم صعوبتها، مثل الخياطة اليدوية بدل الدرزة للمحافظة على أناقة الحذاء وعدم تشويه شكله، وعلّم عاملي الورشة تفاصيل ومهارات لايمكن الاستغناء عنها لتجديد الحذاء ليكون قابلاً للاستخدام أكبر فترة ممكنة.

اقرأ أيضاً: 341 ألف ليرة سورية كلفة بدل شتوي لعائلة في سوريا

 

قبل وبعد الإصلاح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى