نقص الغاز يفرض زيادة الطلب على الكاز.. هل يضاف للبطاقة الذكية؟
عودة عصر بوابير الكاز.. مثالية في غياب الغاز المنزلي
سناك سوري – رهان حبيب
ثمانية وعشرون ألف ليرة تكلفة إصلاح بابور الكاز، الذي ورثته “صالحة ش” 50 عاماً وهي عاملة مقسم في “السويداء”، عن والدتها لاستخدامه بديلاً عن الغاز المنزلي لتطهو طعام عائلتها، بينما زارت “رانيا” 45 عاماً اتحاد الفلاحين لتسجل دوراً للحصول على عشر ليترات من الكاز لتشغيل البابور الذي تملكه أيضاً، أما “ناديا” فقد عادت للطبخ على بابور حفظته في بيت المونة كما قام “وليد ذ” هذا الشهر بإصلاح 15 منها ويتوقع أن يكون العدد أكبر في الأيام القادمة.
قبل عشرة أعوام لم نكن نتذكر بابور الكاز المركون في مستودع المنزل القديم، حسب ما أوضحته “صالحة” في حديثها مع سناك سوري، وأضافت:«خبأته أمي ملفوفاً بأكياس قديمة لدرجة أننا نسينا وجوده حتى الشهر الفائت، عندما نفذت جرة الغاز وأكملت الطبخة على الحطب، وأي حطب كانت بقايا كرتون وأغصان بسيطة لتحضير الغداء فاضطررت للبحث عن بابور الكاز واكتشفت أن إصلاحه يحتاج لمبلغ وقدره 28 ألف ليرة سورية وأن عملية الحصول على مادة زيت الكاز الذي خرج من ذاكرتي وذاكرة السوريين يحتاج إلى دور طويل عريض للحصول على بضع ليترات».
“ناديا ح”55 عاماً ربة منزل وهي أم لخمسة بنات وشاب، أخرجت من المستودع البابور القديم الذي حقنته بكمية من الكاز كان والد زوجها يحتاط به كونه مزارع مسن، وتعود أن يحتفظ به وأيضاً حصل على الكمية من الجمعية الفلاحية ساعدتها على الطبخ لعدة أيام بعد أن نفذت جرة الغاز، فخزانه يتسع لليتر ونصف يكفي لطهي طعام العائلة لخمسة أيام، لافتة أنها وضعته على الشرفة المجاورة للمطبخ لتبعد الضجيج محاولة تذكر طريقة التعامل معه التي عفى عليها الزمن.
اقرأ أيضاً: “اللاذقية”.. مواطنون ينتظرون “رسالة الجرة دون جدوى”
وتضيف: «أتحسر اليوم على سنوات كان الطبخ فيها أسهل وانتظار الشتاء كان بشكل أو بآخر انتظار للخير، في موسم الصيف والخريف أنقذنا الحطب والكاز لتأمين طبخة العائلة أفكر، ونحن على أبواب الشتاء ونعلم مسبقاً أننا لن نحصل على الغاز الكافي، وقد لا نحصل على الكاز فكيف سيكون الحال؟».
“إيمان ز” 40 عاماً التي تسكن شرق مدينة “شهبا”، وتعمل موظفة في الخدمات الفنية أجرت عدة اتصالات لتعرف آلية الحصول على زيت الكاز، وأخيراً نجحت بالوصول إلى اتحاد الفلاحين لتسجل اسمها مصطحبة الهوية الشخصية، ودفتر العائلة للحصول على عشر ليترات للبابور الذي عاد ليزين المطبخ، ويصدح بصوته القوي معلناً حضوره كمنقذ في المنزل وكذلك في ورش الإصلاح.
يقول “وليد” 52 عاماً والذي يعمل بإصلاح البوابير في قرية “الثعلة”، إنه أصلح مؤخرا نحو 15 بابوراً قديماً «فالجميع يحمل هم الشتاء مع ندرة الغاز وقلته، ولا أنكر أن القطع التي استبدلها غالية أيضاً لندرتها فالصمام لايقل عن 3500 ليرة والرأس كامل تسعة آلاف لكننا مضطرون لهذا البديل وهناك من اشترى جديداً إذ بلغ سعر البابور التقليدي النحاس 30 ألف والكبير 65 ألف» وكأنه يخبرنا أن السوريين ينقصهم هموم لتحمل هموم جديدة.
وفق اتحاد الفلاحين تم خلال الشهر الفائت توزيع 20 ألف ليتر، وأن لجنة المحروقات ستتولى التوزيع اعتبار من الدفعة القادمة بسبب زيادة الطلب (ومن يدري قد يوزع على البطاقة الذكية).
اقرأ أيضاً: رسائل الذكية تُنتظر أكثر من 75 يوم… وسوريون يفضّلون الببور عليها