الرئيسيةشباب ومجتمع

ميادة عبيد.. أم موظفة وبائعة أجبان وألبان وناشطة مدنية

ميادة عبيد: الفقر لا يقل أذى عن العنف

على مدى 10 سنوات اعتادت “ميادة عبيد”، أن تحمل في كل يوم أثناء ذهابها لمركز عملها في وحدة إرشادية قرية “القريا” بمحافظة “السويداء”، طلبيات الجبن واللبن والسمن ومشتقاتهما، التي تصنعها بنفسها لتبيعها وتحصل على مبلغ إضافي يساهم إلى جانب راتبها الشهري بتأمين حياة مقبولة لأفراد أسرتها.

سناك سوري – رهان حبيب

تقول “عبيد في حديثها مع سناك سوري: «منذ أكثر من عشر سنوات عقدت اتفاقاً مع حلاب أشتري منه من ٤٠ إلى ٤٥ كيلو من الحليب لصنع اللبن وأنواع كثيرة من الأجبان والسمن، يومي يبدأ مع طلوع الفجر لأكون جاهزة لتعبئة الطلبيات وتحضيرها واستقبال الحليب لأصفيه وأغليه وأتابع إجراءات يومية تعودت عليها منذ سنوات لأنتقل لمرحلة الاستعداد للانطلاق للعمل».

وتضيف: «عند السادسة صباحاً أخرج من منزلي وبيدي من 11 إلى 15 كيلو مما أصنع منزلياً، وأنطلق من قريتي “بكا” جنوب بلدة “القريا” أسير مسافة طويلة من منزلي إلى موقف الباص، لأبدأ يوم عمل طويل بعد معالجة الحليب وأمور المنزل والأولاد كل هذا قبل الانطلاق ويجب أن يكون كل شيء على أحسن حال، والعودة إلى المنزل لاتكون قبل الساعة الرابعة ظهراً».

السيدة لم تعد ترهقها محاصرة الوقت لتنجز أعمالها، لأنها عودت نفسها لكنها أخذت تنتبه لآلام مختلفة في مفاصلها مع تكرار حمل الأكياس الثقيلة والمسافة التي تقطعها يومياً، مشيرة إلى أنها تتابع عملها الوظيفي في إرشادية “القريا” وبعد ساعات العمل تعود لتكمل طريقها إلى “السويداء” حيث تحمل باقي الطلبيات إلى المدينة تلبية لمواعيد زبائنها.

اقرأ أيضاً: نساء يجبرن على العمل الإضافي: الغلاء لا يرحمنا!

شعور التعب والإرهاق بدأ يتسلل إلى نفس الأم، وملل من الانتظار حسب تعبيرها، انتظار الأفضل الذي لم توفر جهداً مع زوجها لمقاومته والبحث عن بدائل لتربية أولادهما وهم ثلاث شابات وولد.

عمل “عبيد” لا يختلف صيفاً أو شتاء وغير قابل لاختصار الوقت، على العكس تماماً فإن التزامات المنزل وصعوبات النقل والتكلفة وضعتها في ضيق إضافي لأزمتها المالية التي تعرف أنها ونساء كثيرات لم يسلمن منها، مضيفة: «ليس للنساء حيلة في هذا الزمن نحتاج للرعاية ودعم اقتصادي لنقي أنفسنا شر الفقر وصعوبات الحياة، وعندما أتابع نداءات مناهضة العنف أشعر أن الفقر لايقل أذى عن العنف فالأوضاع الاقتصادية تمارس عنفها علينا كسيدات نتحمل صعوبات العمل المجهد لا نقف عندها حتى مع الآلام بالمفاصل والظهر ونضطر للمسكنات لنتابع واجبات هي بالفعل أكبر من قدرتنا الجسدية والنفسية».

“عبيد” مع كل الواجبات لا تختم يومها بعودة سريعة من المدينة، لأنها تتابع عملاً تقدمه تطوعاً لدعم مبادرة إنسانية تشارك بتوزيع المساعدات و والإعانات وتفرد ساعات للمساعدة وتختتم بالقول: «عندما أنتهي من تسليم الطلبيات أتجه لمكاني المحبب أشرف على توزيع الألبسة والإعانات مع مبادرة “مروان أبو خير” وأعمل مع فريق “جنى” للتنمية فأنا ومن معي من سيدات عايشنا ظروف صعبة وإن لم نتساعد لن نتمكن من الوصول لأوضاع أفضل».

اقرأ أيضاً: المرأة الموظفة.. مساواة في العمل وجهد مضاعف بالمنزل – لينا ديوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى