معبر أبو الزندين يشعل الخلافات شمالاً .. ويهدد مصير رئيس حكومة الائتلاف
هل قررت تركيا إقالة عبد الرحمن مصطفى بعد الخلاف مع الجبهة الشامية؟
أشعل ملف فتح معبر “أبو الزندين” بريف “حلب” الذي يفصل مناطق سيطرة الفصائل المسلحة عن مناطق سيطرة الجيش السوري خلافاً واسعاً في الشمال خلق حالة انقسام سياسي وعسكري.
سناك سوري _ زياد محسن
حيث طالب متظاهرون بإقالة رئيس الحكومة “المؤقتة” التابعة لـ”الائتلاف” “عبد الرحمن مصطفى”. وهو ما أيده فصيل “الجبهة الشامية” والذي أعلن بدوره تجميد تعاونه مع حكومة “الائتلاف” التي يقودها “مصطفى” وذلك عقب اجتماع ضم مسؤولين أمنيين أتراك مع قيادات “الائتلاف” و”هيئة التفاوض” و”مجلس القبائل والعشائر” وعدد من قادة الفصائل مطلع الشهر الجاري في “غازي عينتاب” حيث تم إبلاغهم قرار “أنقرة” فتح المعبر.
كما خرجت في السادس من أيلول الجاري مظاهرات حاشدة في “عفرين” و”الباب” بشكل رئيسي طالبت بإسقاط “مصطفى” ورفض الوصاية التركية. ونظم محتجون اعتصاماً بالقرب من معبر “أبو الزندين” لمنع الشاحنات التجارية من الوصول إلى المعبر.
في المقابل نقلت قناة “الجزيرة” القطرية عن مصدر لم تسمّه قوله أن “تركيا” لم تصدر أي قرار بإقالة “عبد الرحمن مصطفى” وتعيين نائبه “عبد المجيد بركات” بدلاً منه كما تداولت بعض وسائل الإعلام.
تبادل اتهامات
لكن المصدر أكّد أن رئيس الائتلاف “هادي البحرة” تلقّى طلباً من ممثل “الجبهة الشامية” “بهجت أتايسي” يدعو إلى سحب الثقة من “مصطفى”. فيما قام “البحرة” بتشكيل لجنة تحقيق باتهامات “مصطفى” لـ”الشامية”. ولجنة أخرى لتقييم أداء حكومة “مصطفى” خلال السنوات الأربع الماضية.
وعلى الرغم من محاولات تصوير الخلاف على أنه يدور حول اعتراض الطرفين على أداء بعضهما. والتضارب الحاصل في المصالح والصلاحيات بينهما في الشمال. إلا أن قضية فتح المعبر كانت البوابة الرئيسية للخلاف. إذ أوقع الأمر انقساماً واضحاً بين “الائتلاف” والفصائل المؤيدة لفتح المعبر (الحمزات، العمشات، الشرطة العسكرية) من جهة. وبين الفصائل المعارضة للخطوة من جهة أخرى وأبرزها “الجبهة الشامية” و”لواء صقور الشمال”.
صراع التيارات
إثر ذلك. أصدرت حكومة “الائتلاف” بوحي من “تركيا” قراراً بحلّ “لواء صقور الشمال” الذي سارع للرد على ذلك بإعلان انضمامه لـ”الشامية”. فيما حشدت “القوة المشتركة” المكونة من فصيلي “الحمزات” و”العمشات” قواتها لمواجهة الفصيلين المندمجين وتنفيذ الرغبة التركية.
وأظهرت التحركات الميدانية وجود تيارين رئيسيين يتصارعان في الشمال. الأول يستند إلى تأييد المحتجين في رفض تنفيذ القرارات التركية بما في ذلك رغبة “أنقرة” بفتح المعبر. والثاني يستند على الدعم التركي وغطاء “الائتلاف” في السير وراء الخطط التركية حيال المعبر.
بينما يبدو الملف اختباراً لقوة “أنقرة” في فرض ما تقرّره على مناطق الشمال الغربي التي أطلقت عليها “أنقرة” اسم “غصن الزيتون” و”درع الفرات”. إذ لم يبدُ أمر فتح المعبر وفقاً للرغبة التركية سهلاً وواجهته عقبات ميدانية حقيقية قد تحتاج إزالتها إلى مواجهات بين الفصائل المنقسمة أصلاً على نفسها. لا سيما مع الحديث عن “إعادة هيكلة الجيش الوطني” بحيث يتم دمج الفصائل الصغيرة في كيانات أكبر تسيطر عليها وتتحكم بقرارها.
سنوات من بث الحقد
يدرك الجميع قيمة معبر “أبو الزندين” بالنسبة للسوريين من الناحية الإنسانية سواءً لناحية تبادل البضائع بين المناطق أو لناحية دخول وخروج الحالات الإنسانية. إلا أن سنوات من بث الحقد وخطاب الكراهية وتعزيز الانقسام بين السوريين جعل من الكثيرين عائقاً في وجه فتح المعبر. علماً أنه بقي مفتوحاً لسنين ولم يغلق إلا عام 2020 بينما لم يعد من السهل إقناع من تشبّع بخطاب الكراهية أن يتقبّل هذا النوع من التوافق وإعادة فتح ممر صغير يربط المناطق السورية ببعضها ما يبقي احتمالات التوتر قائمة إلى أن يظهر حلّ يرضي جميع الأطراف.