مسلسل على صفيح ساخن.. يتجسد حقيقة في دمشق
بعد عامين على عرضه.. مشاهد على صفيح ساخن تتجسد بالواقع
ما أن قرأت خبر ضبط سيارة النظافة الحكومية يوم أمس الأحد، بمواد مهربة في “دمشق”، ليحضر إلى ذاكرتي مسلسل “على صفيح ساخن”. الذي طرح خلال أحداثه شيء مشابه لما حدث.
سناك سوري _ ناديا المير محمود
حيث نقلت صحيفة الوطن عن مديرية الجمارك، بأن الشبهات دارت حول سيارة نظافة تتردد بشكل شبه يومي من ريف دمشق إلى المدينة. تمت متابعتها ونصب كمين لها، ليوجد بداخلها كميات من الدخان والأحذية المهربة، تتجاوز مع رسومها 50 مليون ليرة سورية.
لسنا بواردها الآن (مانها الوحيدة بس هي يلي انلقطت)، الجزئية الأهم الآن كم نحتاج مثل كُتّاب “على صفيح ساخن”. ككتاب سوريين تمكنوا من الغوص مسافات عميقة في داخل مجتمعاتنا والخروج بكنوز دفينة كنا نجهلها. فرغم مرور عامين تقريباً وتقديم أعمال كثيرة، ها نحن نستذكرها اليوم من خلال ما حصل في “دمشق”.
وللتذكير، حتى ولم يكن الشبه تاماً ما بين العمل والعملية الأخيرة، إلا أن الشيء بالشيء يذكر، فشخصية “الطاعون” التي قدمها “سلوم حداد”. قام بذات الشيء وساعد “أبو كرمو” اي “عبد المنعم عمايري”، ووزع له الحبوب المخدرة عن طريق سيارات قماماته التي تجوب الشوارع بحرية.
إسقاط درامي جميل من الممتع حضوره الآن، يأتي مؤكداً أن الدراما السورية بدأت وكبرت في بيئاتنا المليئة بآلاف القصص والحكايا. ومن المحبب أن نعزز أنظارنا صوبها عوضاً عن الاستعاضة بأفكار جاهزة نقوم بتعريبها والنشر بعدها.
اقرأ أيضاً: إشادة بمسلسل على صفيح ساخن.. أفكار لم يقترب منها أحد
فمن خلال قالب متوازن، أدخلنا مؤلفَي العمل “علي وجيه ” و”يامن الحجلي”، في تفاصيل كان قد وصفها البعض بالمبالغ بها. إلا أن التعمق وانتظار الأحداث ينفي تلك الصفة بشكل كامل، ونعيد أن ما يتم عرضه ماهو إلا واقع.
فالناس قبل الحرب وبعدها هم نفسهم، ولكنهم بعدها باتوا عراة نفسياً وأخلاقياً (وقسم صار يلعب عالمكشوف)، وقد يقول أنه اقتبس الفكرة من العمل. لكن من السخرية تصديقه، فأنت من يتم تصويرك وتجسيدك على الشاشة، نعم أنت ومن ثم أنت، ولست ابن خيال فقط. فأنت الآن جعلته حقيقة.
عندما نجد أن عمل درامي أجبرنا على تذكره ولو بعد حين، نوقن أن الحل هو المزيد من الكتّاب الذين أدركوا حاجتنا لجرأة ذهنية وفكرية. يتجلى من خلالها المعنى الحقيقي لذاك المفهوم، بعيداً عن اعتناق مصطلح المشاهد الجريئة المتمثلة بقبلة أو جلسة بالحضن، وإيصالها لنا بصرياً وفكرياً من خلال أعمالهم.
فعندما يتحرك العقل بالنطاق الصحيح، ندرك تماماً أن ما نعلق عليه ماهي إلا قشور تذهب برحيل مشاعرها، ويبقى الشاهد الواقعي هو الأكثر ثباتاً.
أما الاحتمال الأسوأ أن يكون كل ما ذُكر محض خيال الكاتبة وأن الأعمال الدرامية باتت مدرسة يتعلم منها المهربون وأنتم ما رأيكم من خيالُه أكثر خصوبة الكُتّاب أم المهربون؟.