
نشرت بعض الصفحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة لدعوة إلى محاضرة دينية في “إدلب” التي تسيطر عليها “جبهة النصرة” يلقيها “أيمن خطاب” بعنوان “خماسية التدمير”.
سناك سوري _ متابعات
وتضمنت الدعوة أن “اتحاد طلبة جامعة إدلب” (على نمط اتحاد شبيبة الثورة بس هاد مع دقن) بعنوان “خماسية التدمير” يلقيها “الشيخ أيمن خطاب” في المدرج المركزي للمجمع الهندسي.
ومن أجل أن يروى عطش المتابعين للتعرّف إلى تلك “الخماسية” فإن الدعوة تشرح أنها تتلخّص بـ”الإلحاد والنسوية والإنسانوية والشذوذ والتفاهة”، ما يعني أنها تستهدف الشخص المؤمن الذكوري المتوحش السويّ الهادف.
الشيخ “خطاب” يبدأ رحلة مواجهة “الخماسية” تلك بالحديث عن الإلحاد، وذلك لنشر الإيمان على طريقته وطريقة “النصرة” التي منحته منبر مخاطبة الجمهور، وهو يرى في الإلحاد ركناً من أركان التدمير، بينما لا يرى ضيراً من إيمان “النصرة” وما فعله في البلاد من قصف وقتل وتدمير فعلي لا مجازي.
والطبيعي في هذه الحالة، أن يعتبر “خطاب” النسوية نوعاً من التدمير، على أن الذكورية واستحقار النساء أمر طبيعي للرجل التقيّ الذي يحاضر بالناس ( شو نسوية ما نسوية من بيت أهلها لبيت زوجها للقبر هيك منقضي ع التدمير).
ومن أجل التلاعب على اللفظ، فإن “خطاب” يستخدم في عنوان محاضرته كلمة “الإنسانوية” بدل الإنسانية، ومن غير الواضح مشكلته مع أن يكون الإنسان إنسانياً، بل وحتى إنسانوياً على رأيه، لكنه يرى في ذلك أمراً مدمّراً.
أما الشذوذ فهو رابع أركان التدمير لدى “خطاب”، ومن الواضح أنه يقصد به ما يسمّى بـ”الشذوذ الجنسي”، حيث تكون ميول الشخص الجنسية مدعاةً لتدخّل أصحاب اللحى والسطوة، وبوابة للوعظ وتحذير المجتمعات من مخاطرها التدميرية.
“خطاب” الهادف المحاضِر أمام الطلبة الجامعيين، يختم أركان التدمير بمكافحة “التفاهة”، على أن يحدّد هو وأمثاله ما هو هادف وما هو تافه، فإذا كان من تفاهة فهو إقامة محاضرة لترويج العنف والذكورية والإيمان القسري والتدخل بخصوصيات الآخرين في عمقها، إذ يكفي أن تكون المحاضرة عن أحادية التدمير وتتلخص بمواجهة مثل هذه المحاضرة التي يقدّمها “خطاب”.