الانتحار.. لا شيء يستحق أن نغادر حياتنا وأحباءنا لأجله
10 أيلول اليوم العالمي لمنع الانتحار.. الحياة تأتي مرة واحدة فقط
سناك سوري – دارين يوسف
مهما ضاقت الحياة، هناك الكثير ممن أحبهم ويحبونني، وربما أطفال صغار ينظرون إلي كسقف أمان لأحلامهم، أو مثال أعلى ينتظرون أن يستفادوا منه، وأشقاء يعتبرون أنفسهم سنداً ويعتبرونني كذلك أيضاً، هناك الكثير من التفاصيل الجميلة تغيب للحظة عن بال أحد المستسلمين، فيقرر وضع حد لحياته، تاركاً خلفه تركة ثقيلة تخلى عنها، فهل تستحق الحياة أن نضحي بها بتلك الطريقة، عوضاً من عيشها والانتقام منها إن اقتضى الأمر؟.
اليوم الجمعة يصادف اليوم العالمي لمنع الانتحار، الذي أعلن عنه من “طرف الرابطة الدولية لمنع الانتحار” عام 2003، وأقرته “منظمة الصحة العالمية” خاصةً أن عدد المنتحرين حول العالم يبلغ نحو 800 ألف شخص كل عام، وبحسب المنظمة فإن الانتحار شكل السبب الثاني لوفاة فئة الشباب الذين أعمارهم بين 15 و29 سنة، وثالث سبب لوفيات الأشخاص الذين أعمارهم بين 15 و19 عاماً.
اقرأ أيضاً: سوريا.. 71 ضحية خلال أسبوع العيد بين حوادث وجرائم وانتحار
وتنتشر النسبة الأكبر من المنتحرين في الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل، والدول التي تعاني من الحروب والدمار الاقتصادي والاجتماعي. التي لها نصيب 75% من مجمل عمليات الانتحار المشار إليها في فئة الشباب، وفقاً للمنظمة.
المدير العام للطبابة الشرعية في “سوريا” “زاهر حجو” قال في تصريحات لصحيفة “الوطن” في حزيران الماضي، أن «نسبة حالات الانتحار انخفضت بنسبة 15% هذا العام مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2020، حيث بلغت الحالات المسجلة 80 شخص في 10 محافظات ومعظم المنتحرين تتراوح أعمارهم بين 20 – 30 سنة».
أما في شمال وغرب “سوريا” الذي تسيطر عليه “جبهة النصرة” وفصائل مدعومة من “تركيا”، ارتفعت عدد حالات الانتحار خلال 2021 التي وصفتها “لجنة الإنقاذ الدولية” بالمدمرة، وسط ازدياد في الحاجات الإنسانية للسكان في المنطقة، وتزامناً مع انتشار وباء كورونا مما يُنذر بكارثة إنسانية.
اقرأ أيضاً: 31 حالة انتحار منذ بداية 2021.. حجو: لا زيادة بعدد المُنتحرين
وكانت الأشهر التسعة من العام 2020 سجلت زيادة غير مسبوقة بعدد حالات الانتحار المسجلة والتي بلغت 116 حالة مقارنةً مع العام الماضي، بحسب “الهيئة العامة للطب الشرعي”.
وتُعد العلاقات الاجتماعية، وتعزيز روابط الصداقة، والعائلة، والعلاج لدى أخصائيين نفسيين، والتوعية وعلاج إدمان الكحول، والمخدرات، وتمكين الشخص في المجتمع من الأمور المساهمة في منع الانتحار، والوقاية منه، والتي تساعد على تحفيز الأشخاص على التغلب على (فكرة الانتحار) لتتحول هذه الفكرة من خطر يهدد الحياة إلى وقاية تساعد الشخص للعودة إلى حياته الطبيعية والإيجابية.
اقرأ أيضاً: تقرير: ارتفاع حالات انتحار الأطفال في الشمال السوري