الرئيسيةشباب ومجتمع

السويداء: أزمة النقل والكهرباء أطاحتا بفطر المائدة ومزارعو المحاري يعانون

أزمتا الكهرباء والمواصلات تغلق مشروع للفطر انطلق 2018 ومنح 5 فرص عمل

أدى التقنين الكهربائي وارتفاع أجور النقل، إضافة لنقص المواد الأولية، إلى تضييق الخناق على زراعة الفطر في “السويداء”. والتي تعثرت بعد نجاحها لسنوات نتيجة تلك العوامل.

سناك سوري-رهان حبيب

مشروع إنتاج فطر المائدة الذي تم تعليق الآمال عليه في قرية “أم الزيتون”، كان إحدى ضحايا تلك الأزمات. كما يقول رئيس الجمعية الخيرية التي رعت المشروع، المحامي “آيسر الجرماني”، وأضاف لـ”سناك سوري” أن المشروع أقيم بدعم من الأمانة السورية للتنمية. وحقق نجاحاً كبيراً حتى أتت أزمة النقل وصعوبة الحصول على الكمبوست الذي يعتبر المادة الأولية للإنتاج.

تحضير الأكياس للزراعة

توقف المشروع بعد النجاح، وفق “الجرماني” مضيفاً أنه رغم وجود إمكانية لاستيراد مادة الكمبوست من مصادر موثوقة وبكلفٍ مناسبة. لكن بسبب أجور النقل الكبيرة وفساد الموردين استلمت الجمعية مادة مغشوشة أعطت فوجاً واحداً ما أدى لخسارة فادحة.

يقول المحامي أن كلفة النقل، ساهمت باستنزاف المشروع، حيث بلغت أجرة سيارة بيك آب من “السويداء” إلى “دمشق” مليون ليرة لمرة واحدة. ويضيف أنه إلى جانب النقل يأتي التقنين الكهربائي الذي منع تشغيل التكييف كون الفطر يحتاج لدرجة تبريد ثابتة وفق مقاييس معينة. بينما تشغيل المولدة يحتاج يومياً لمازوت بسعر لا يقل عن 150 ألف ليرة، والأرباح لا تغطي تلك التكاليف.

أوقفت الجمعية المشروع الذي بدأ عام 2018 وأتاح 5 فرص عمل، وإيراداً سنوياً لها وتم عرضه للاستثمار بنسبة معينة لصالحها. وفق “الجرماني” أن فرص الاستثمار معدومة بظل أزمة النقل المستمرة.

اقرأ أيضاً: السويداء.. معلمات يقمنّ بمشروع زراعي يحقق دخلاً للمدرسة
انحسار بزراعة الفطر المحاري

إلى جانب ما ذكر أعلاه، يواجه الفطر المحاري تحديات مشابهة، حيث انحسرت زراعته بشكل كبير كما يقول “شادي حمزة”، أحد أقدم مزارعي الفطر المحاري في “السويداء”. ويضيف لـ”سناك سوري” أنه بدأ بإنتاجه منذ عام 2017 بكميات كبيرة.

“حمزة” اعتمد طريقة تحضير الأكياس ونشرها لمن يرغب وقدمها لعدد كبير من المهتمين بهدف نشر الزراعة التي يمكن لأي أسرة تطبيقها. وتم التشجيع عليها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المادة.

تحضير التبن بعد الغلي بالأكياس مع البذار وتقديمها للمزارعين

لكن زراعتها تراجعت بسبب ما يتحمله أصحاب المشاريع من أعباء أزمة المحروقات والنقل والتقنين التي تشكل خطراً حقيقياً على استمرار هذه المشاريع. وفق “حمزة”، مضيفاً أنه تعوّد كل عام بيع الأكياس الجاهزة لعشرات المنتجين الصغار، لكن وبسبب الأزمة اقتصر التوزيع مؤخراً على مزرعته فقط التي تمتد على 470 متر مربع لإنتاج الفطر المحاري.

الفطر المحاري يحتاج غلي التبن لتحضير أكياس الإنبات، كما يقول المزارع ويضيف أن كل طن من التبن بحتاج 200 ليتر مازوت للغلي. وقد اضطر للبحث عن بدائل لضمان استمرار تشغيل مزرعته التي تعيل 4 أسر معه.

لجأ “حمزة” لاستخدام إطارات السيارات كبديل عن المازوت لغلي التبن، كما يقول ويضيف أن سعر الإطار الواحد 1500 ليرة ويحتاج لنحو 250 ألف ليرة لغلي طن واحد وهو مبلغ ليس بالقليل لكنه أقل كلفة من المازوت.

كلفة النقل والمحروقات ضيّقت كثيراً على المنتجين وفق “حمزة”، مضيفاً أن سعر الكيلو الواحد 12 ألف ليرة تقريباً وهذا يهدد عملية تسويقه.

كذلك من الصعوبات التي يواجهها مزارعو الفطر المحاري صعوبة الحصول على البذار، حيث أدى التقنين الكهربائي لخفض إنتاجها لدى هيئة إكثار البذار.

ينتج “حمزة” في مزرعته بـ”قنوات” نحو 7 طن تقريباً، والحد الأدنى 6 طن ثمنها 48 مليون ليرة، لكن مع ارتفاع التكاليف باتت الأرباح محدودة جداً.

اقرأ أيضاً: “سوريا” ستتوقف عن استيراد الفطر وتتجه لتصديره

زر الذهاب إلى الأعلى