الرئيسيةيوميات مواطن

في “سوريا”: مواطنون يعانون من نقص حاد في الفيتامين “واو”

“الواسطة” ودفع المعلوم طريقك للحصول على المكاسب

سناك سوري – مواطن بلا “واو”

على الرغم من حاجته الماسة للعمل يرفض “ع م”  الذي لايحمل سوى شهادة سوق عمومية التقدم لمسابقة حكومية أعلنت عنها إحدى الجهات التابعة لوزارة النفط  لأنه لا أمل له بالنجاح والحصول على الوظيفة فهو لايملك الواسطة ولا حتى المبلغ الذي يتحدث عنه المتقدمون الذين وعدتهم جهات في تلك المؤسسة بالحصول على العمل بعد دفع المعلوم.

الواسطة أو دفع المعلوم عرف اعتاد عليه السوريون حتى أنهما أصبحا في جينات المواطن الذي لم يعد يثق بمن يطبق الأنظمة والقوانين فالخبرة غير مطلوبة ولاقيمة للعلم والعمل والجد حتى أولئك المبدعين والمخترعين لم يجدوا مكاناً لهم في أروقة الدوائر والمؤسسات الحكومية وكثيرون منهم أهملت اختراعاتهم و قللت القرارات الوظيفية من قيمة شهاداتهم فمهندس الزراعة معين في الاتصالات والطبيب البيطري رئيساً لقسم في وزارة لاعلاقة لها باختصاصه.

مقالات ذات صلة

في وطني لا أهمية لمن لايتمتع بعلاقة قوية مع شخص ذو نفوذ يمنحه الدعم ويغذيه بفيتامين الواسطة الذي أصبح متعارفاً عليه بالاسم “فيتامين واو” ولامكان لمواطن فقير غير قادر على شراء الهدايا والعطايا والعزائم لمالكي الواسطة وأقربائهم في حين مايزال دفع المعلوم يتم عبر شبكة من الخيوط العنكبوتية  والطرق المعروفة لدى الأغلبية، لكل مسؤول مفتاحه بل الأغلبية لديهم مفتاح يجهد المواطن للوصول إليه ومنحه الرشوى مقابل الحصول على حق من الحقوق التي يكفلها له القانون حتى لو لم يكن بحاجة إليه مثل الوظائف العامة ودخول المشافي والجامعة والنقل من مؤسسة إلى أخرى وغير ذلك.

تطبيق القانون لم يعد غاية المسؤول الذي يستيقظ في كل صباح على رنين الهواتف والاتصالات والزيارات من الأهل والأصدقاء  للحصول على مساعدة والتوسط للحصول على خدمة معينة الأمر الذي قد يتسبب بتجاوزات للقوانين والأنظمة النافذة وهو ما أدى بشكل أو بآخر لوصول الشخص غير المناسب لمناصب حساسة في الدولة والمجتمع لكن واسطته أقوى من كل القوانين ومن شعارات المسؤولين أنفسهم الذين لطالما صرعونا بالحديث عن اعتماد مبدأ تكافؤ الفرص واختيار الكفاءات ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

الحكومة التي أعلنت مؤخراً حربها ضد الفساد لم تضع الواسطة على سلم مكافحة الفساد فالجميع مازالوا يمارسونها كخدمة إنسانية وهذا يدفعنا للتساؤل عن الجهة الواجب على الحكومة البدء بمحاربة الفساد فيها، فيما يتقدم مواطن لديه نقص حاد في الفيتامين “واو” بنصيحة خاصة للحكومة أن تبدأ بمكافحة نفسها أولاً فالتجربة أثبتت أن “دود الخل منه وفيه”.

اقرأ أيضاً: “عماد خميس”: لدي متعة بمكافحة الفساد.. “دولة رئيس الحكومة خف علينا شوي”!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى