رأي وتحليل

في “سوريا”: قانون يشّرع القتل… وتعديل تعا ولاتجي

الشرف أو “غسل العار” يجيز قتل الفتاة في “سوريا” دون عقاب للقاتل

سناك سوري – لينا ديوب

أيام قليلة تفصل، مقتل الطالبة “ديانا” على يد والدها في ريف “السويداء”، عن مقتل “رشا” على يد شقيقها في “جرابلس”، وقبلهما الكثيرات، اللواتي قضين دون محاسبة الجاني، والحامي للمجرم في هذه الجريمة هو بند بالقانون، يسمى الدافع الشريف!
قصص موت كثيرة بنفس الذريعة لا تجد طريقها إلى النشر والاعلام، قد تكون الأم هي الجانية، وليس الأب والأخ فقط،
أي شرف يسمح بإنهاء حياة إنسانة وحرمانها من حقها بالحياة؟ وأي عار أكبر من عار ترك مصير النساء بيد ذكور العائلة، طالما ذريعة القتل موجودة.

اقرأ أيضاً: أفرغ 3 مخازن من الرصاص بجسد “شقيقته” انتقاماً لـ”شرفه”!

مقالات ذات صلة

إن بقاء مادة بالقانون تشرع قتل النساء، يفتح باب الأسئلة حول جدية الحكومة السورية، بخلق بيئة قانونية داعمة للمرأة، تفتح الطريق لتغيير اجتماعي، يعمل على التأثير بالعادات والتقاليد المتخلفة والتي لا تناسب الحياة الحالية، قبل عشر سنوات أثمر تعاون الجمعيات النسوية ومرصد نساء والاتحاد العام النسائي مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة عقد ملتقى في “دمشق” حول ما تسمى بجرائم الشرف طرحت فيه الهيئة توصيات مثل تعديل المادة 192 من قانون العقوبات بحيث لا تقل عقوبة القاتل (في جرائم العار) عن 15 عاماً و إلغاء المادة 548 من قانون العقوبات السوري والتي تنص على أنه “يستفيد من العذر المحل من فاجأ زوجه أو أحد أصوله أو فروعه أو أخته في جرم الزنا المشهود أو في صلات جنسية فحشاء مع شخص آخر فأقدم على قتلهما أو إيذائهما أو على قتل أو إيذاء أحدهما بغير عمد”.

وحينها لاقى التعديل قبولا من عدد كبير من أعضاء مجلس الشعب، مقابل اعتراض شديد من العضو “خالد عنيز”، ولم يتم التعديل إلا بعد عام وكان على المادة 548 بشكل بسيط، لم يقنع المطالبات والمطالبين بالتعديل.

ليست المادة 548 والمتعلقة بجرائم الشرف، هي الوحيدة التي تتعلق بحياة النساء، والتي تتلكأ الحكومة بتعديلها، هناك العديد إن لم نقل الكثير من القوانين، كقانون الأحوال الشخصية، وقانون منح الأم جنسيتها لأبنائها من أب غير سوري، مما يشكك بجدية الحكومة في الموقف من المرأة وتهيئة المناخ لها لتصبح شريكاً وفاعلاً في التنمية، فهي تعقد اللقاءات وورش العمل، وتقترح التعديلات، وتعرضها على مجلس الشعب ثم تحفظها بالأدراج، وكأنها جدية بهدر الوقت والجهد وغير جدية بإجراء التعديل المطلوب.

اقرأ أيضاً:مقتل طالبة في السويداء بسلاح والدها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى