الرئيسيةتقاريريوميات مواطن

فقدان الأدوية وتقنينها في الصيدليات .. ورفع أسعارها بنسبة 50%

سوريون يعانون في الحصول على أدوية الأمراض المزمنة .. والمستودعات تنكفئ حتى رفع السعر

عمّت حالة فقدان أصناف كثيرة من الأدوية المحافظات السورية في ظل حديثٍ عن انكفاء الشركات عن التوزيع والمطالبة برفع السعر ربطاً بارتفاع سعر الصرف.

سناك سوري – مراسلون

وبينما نقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن رئيس فرع نقابة الصيادلة في “دمشق” “حسن ديروان” قوله أنه تم رفع سعر الأدوية بنسبة 50%. فإن وزارة الصحة لم تصدر أي نشرة جديدة عبر معرّفاتها الرسمية لتوضيح نسب الرفع والأدوية التي شملها.

فقدان الأدوية وتقنينها في الصيدليات

سناك سوري أجرى جولة في المحافظات للاطلاع على واقع نقص الأدوية في الصيدليات والأسباب التي تقف وراء ذلك. وانعكاس فقدان بعض الأصناف على المواطنين لا سيما الذين يعانون من أمراض مزمنة.

البحث عن دواء من دير الزور إلى دمشق

لم يستطع “بشير” (55) عاماً إيجاد أدويته الخاصة بالضغط والقلب في مدينته ديرالزور. ما اضطره لطلبها من صديقه “عمر” عندما سافر لدمشق لمراجعة أطبائه.

أدوية الضغط والسكر والقلب هي الأدوية الأكثر فقداناً في مدينة دير الزور فالصيدليات الديرية خاوية من الأدوية إلا ما ندر وبأسعار مرتفعة إن وجدت.

“عمر” (52) عاماً سافر من ديرالزور لمراجعة أطبائه في دمشق بشكل دوري. لكنه واجه أيضاً صعوبة في إيجاد أدويته وأدوية أصدقائه الذين طلبوا مساعدته في جلبها من دمشق إلى دير الزور.

رحلة البحث استمرت عدة ساعات بين صيدليات “المزة” و”الشيخ سعد” ليجد الأدوية في منطقة ساحة المحافظة.  وقال في حديثه لـ سناك سوري «رحلة البحث عن الأدوية هي آخر رحلات البحث للسوريين في طريق مواصلة حياتهم».

المعاناة في إيجاد الأدوية قاسم مشترك بين أغلب المحافظات السورية. إذ أنها مفقودة بحجة غلاء المواد الأولية اللازمة لصناعتها. الأمر الذي يؤدي لانقطاعها من الصيدليات حتى رفع أسعارها بما يتناسب مع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية.

تقنين الأدوية في حمص

سبع صيدليات تنقّل بينها “نضال” (30 عاماً)  في “حي الزهراء” بمدينة “حمص”. ولم يجد دواء “الأزيثرومايسين” وهو مضاد حيوي يستخدم في حالات ارتفاع الحرارة والتهاب البلعوم وغيرها.

الأمر الذي يتكرر مع “مريم 52 عاماً” والتي قالت لـ سناك سوري أنها تعاني هي وزوجها من مرض الضغط ويحصلان على دوائهما من أحد المشافي الحكومية في المدينة. وعند ذهابهما يوم الأحد الفائت للحصول عليها كما جرت العادة قيل لهم أن الدواء غير متوفر وعليهما الاتصال بعد عشرين يوماً للتأكد فيما إن توفر أم لا.

السيدة وزوجها كانا يريدان دواء ”بيزوكاند عيار 5“. حيث تابعا رحلة البحث عن الدواء المفقود في صيدليات المدينة، موضحة أنهما حصلوا على علبة واحدة فقط رغم أنّهما يحتاجان لعلبتين.

في حي ”كرم اللوز“ بحمص أغلقت ثلاث صيدليات أبوابها أمام المرضى وطالبي الدواء ظهراً. بينما تلجأ صيدليات أخرى للإغلاق في فترة ما بعد الظهر لعدم توافر الأدوية فيها.

تقول “صيدلانية” لـ سناك سوري مفضلة عدم الكشف عن اسمها. إن «انقطاع الدواء مع ارتفاع سعر الصرف، يشكلان أزمة حقيقية بالنسبة لنا». وتشير إلى «أن مستودعات الأدوية تُقنن كمية الدواء اللازمة لكل صيدلية. حيثُ لا تحصل صيدليتها على الأدوية المطلوبة. والتي تُشكّل حاجة أساسية للناس. كأدوية الضغط والأعصاب مثل ”غابابنتين“ و ”كوبالين بلس“ و ”بوناماكس“»

«هناك صعوبة بالغة في تأمين مشتقات السيتامول من الأدوية التي تعطى على شكل نقط فموية». صيدلانية في اللاذقية

 

صيدلاني آخر فضل عدم الكشف عن اسمه أيضاً. وصف ما يحصل  بـ«الاختناقات» وليس الانقطاع الكامل. وأكد لسناك سوري «أنّ السبب في ذلك هو تقنين المستودعات لكميات الدواء الواردة إلى الصيدليات. مع إغلاق لبعض المستودعات وعزوف أخرى عن البيع انتظاراً لرفع السعر».

في اللاذقية كل شي مقطوع

«كل شي مقطوع» هكذا اختصرت إحدى الصيدلانيات في مشفى خاص بمدينة اللاذقية حديثها مع سناك سوري واعتذرت عن الإجابة بشكل وافٍ مبررة ذلك بالانشغال.

“سناك سوري” جال على عدد من الصيدليات في المشافي الخاصة. في مشفى “دراج” على سبيل المثال قالت الصيدلانية «هناك صعوبة بالغة في تأمين مشتقات السيتامول من الأدوية التي تعطى على شكل نقط فموية».

المستودعات التي تقوم بالتوزيع أحياناً تلزم الصيدليات بشراء أدوية أخرى غير المطلوبة وتكون صلاحيتها قريبة من الانتهاء ما يجعل السعر مضاعفاً على الصيدلاني صيدلانية بريف دمشق

 

وأضافت «أن أدوية الضغط والقلب التابعة لشركات معينة تشهد انقطاعاً من وقت لآخر. وفي هذه الحالة يمكن استبدال هذه الأدوية بأنواع مكافئة لكن لشركة ثانية». مضيفةً أن «هذه العملية تتطلب موافقة الطبيب».

تقول  “سلام” (55) عاماً أنها تعاني صعوبة في شراء دواء “إيميبدو” الخاص بمرض ارتفاع الضغط. المعاناة تعيشها السيدة مع صيدليات اللاذقية منذ عامين تقريباً. ما يدفعها لشراء عدة علب من “طرطوس“. خوفاً من انقطاعه المتكرر.

صيدليات ريف دمشق  تنتظر المستودعات

تعاني الصيدليات في “ريف دمشق” من عدم توزيع المستودعات لها بانتظار الموافقة على مقترح رفع سعر الدواء بنسبة 60%. الأمر الذي أكّدته صيدلانية لـ سناك سوري مشيرة إلى أن المستودعات التي تقوم بالتوزيع أحياناً تلزم الصيدليات بشراء أدوية أخرى غير المطلوبة وتكون صلاحيتها قريبة من الانتهاء ما يجعل السعر مضاعفاً على الصيدلاني.

فيما لم تجد الصيدلانية حلّاً مع استياء المرضى من الحالة القائمة. إلا عبر تقنين بيع الأدوية بتسليم ظرف أو ظرفين لكل شخص. أو عبر رفع السعر ما يسبّب خسارتها للمرضى ووقوعها في مواجهة معهم ومع المستودعات.

بينما قالت صيدلانية أخرى في “ريف دمشق” إن «أدوية الضغط والسكر و الالتهاب وخوافض حرارة للأطفال مفقودة. وأغلب الصيدليات تغلق أبوابها لان الدواء الذي يباع لا تستطيع شراءه».

وعن الأدوية التي ارتفعت أسعارها فعلياً. فقد أجمعت الصيدليات التي جال عليها سناك سوري في منطقة “القطيفة” على أن جميع الفيتامينات ارتفعت بنسبة 100%.

في ريف حلب .. البحث عن دواء غير مفقود

تواصل سناك سوري مع عدد من صيدليات ريف “حلب” للاطلاع على الأدوية المفقودة في المنطقة. والتي تبيّن أن عددها أكبر من الأدوية المتوفّرة.

وشملت قائمة المفقودات. خافضات الضغط وأدوية الغدة لا سيما “التروكسين 50 و100”. وأدوية السكري “ألفا غليب” و”ميتاغبلتين” و”دياكولين ماكس” وأدوية الصرع “فالبرون 500″ و”فالبروات  500″ و”لاميك” ومسكّنات “برودول بلس ك” وأدوية الالتهاب “زدناد”.

حالة فقدان الأدوية وتقنينها في الصيدليات بهدف رفع سعرها تتكرر في كل مرة مع موجات الغلاء الذي بات حرفياً يهدد حياة المواطنين. بينما لا تجد وزارة الصحة حلّاً إلى النزول عند طلبات شركات الأدوية ورفع السعر بهدف توفير الدواء في أزمة باتت تتكرر وتزداد تعقيداً وألماً في حياة السوريين.

زر الذهاب إلى الأعلى