إقرأ أيضاالرئيسيةيوميات مواطن

اللص الذي خان مديره.. غافله وسرقه!

أرسلني المدير لشراء بعض الحاجيات لمنزله وهذا مافعلته.. هل أنا مذنب!؟

سناك سوري-رحاب تامر

«إذا بتعصريني شقفة شقفة ما بيطلع مني ليرة مصداية لا تعذبي حالك» يقولها “أبو وطن المحزوناتي” لزوجته بكل برود ضارباً بكل الهموم عرض الحائط.

-منفتح تمنا ومناكل هوا مثلاً، لك عالقليلة جيب خبز والزيت يلي بالبيت بيكفينا مناكل خبز وزيت ومننطح الحيط.

-هلا المدير رح يوصيني جيب خبز لبيتوا، بمرق منهن ربطة للبيت بس وقفي نكد من على بكرة الصبح.

لم يطل انتظار السائق “أبو وطن المحزوناتي” لهاتف مديره في المؤسسة الحكومية التي يعمل بها، مطالباً إياه بشراء ما لذّ وطاب لأهل بيته، ليذهب صاحبنا وينتشي فخراً وهو يقول للبائع: «عبيلي من أحسن شي عندك».

بكثير من الحزن والخوف يمسك صديقنا كيساً صغيراً يضع فيه القليل مما اشتراه مخاطباً نفسه: «هي النجاصة لبنتي حياة كتير بتحب النجاص ومن زمان ما أكلتو، وهي الموزة لابني وطن رح ينبسط فيها كتير، وهي الدراقنة لأم وطن رح يطير عقلها من الفرحة».

طول الطريق كان “أبو وطن المحزوناتي” يغالب ضميره، لقد سرق للمرة الأولى، سرق موزة ودراقنة واجاصاية وربط خبز، وحين وصل مكتب مديره لم يستطع أن يكتم الأمر أكثر.
اقرأ أيضاً: حرب الدولار في “سوريا”.. (قولكن هي حرب خارجية؟!)

-سيادة المدير بدي اعترفلك بشي

-بسرعة احكي ماني فاضيلك

-أنا سرقتك

-شو؟!!، شو سرقت بسرعة قول

-سرقت دراقنة لمرتي، وموزة لابني، ونجاصاية لبنتي، وربطة خبز للبيت لأن والله ما ضل معي ولا ليرة وما حدا عميديني، سامحني يا معلم سامحني

-طبيعي ما حدا يدينك، وإنت معدوم الضمير هيك وحرامي كمان

-الحاجة يا معلم، الحاجة الله يلعن أبو الحاجة

-لا تكتر غلبة أكتر من هيك، عقوبتك حسم 10% عالراتب، هالمرة رح اكتفي هيك والمرة التانية حسابها عسير، لك يا ابني نحن بفترة حرب لازم نصمد، لازم تصمدوا هذا الوطن غالي، غالي كتير.

يُطأطئ “أبو وطن المحزوناتي” رأسه خارجاً من غرفة مديره، وخجل الكون يلمع في عينيه لقد سرق وأُهين كرمى لثلاث قطع فواكه وربطة خبز.

في اليوم التالي وبينما كان صديقنا يوصل الأغراض الصباحية لمنزل مديره، طلبت منه العاملة في المنزل أن يرمي القمامة، فهزّ رأسه موافقاً، وفي الطريق رأى الكثير من الطعام في القمامة، اجاصة، وموزة، ودراقنة، خبأهم في كيس صغير ليسعد بهم أهل بيته مجدداً، حينها أدرك أن الصمود الوحيد الذي عرفه يوماً هو صموده على الجوع ورؤية غيره يبطرون غير آبهين بوجع أو قهر.

اقرأ أيضاً: كيف لم تنتبه الحكومة لشبهة اختلاس الـ350 مليار.. هل هو ذكاء الفساد أم تهاون الرقابة؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى