الرئيسيةرأي وتحليل

الاحتياج الحقيقي والبوصلة المشتركة – ريم خضور

استيقظ باكراً على غير عادته أنهى جميع واجباته ومهامه الدراسية كل ذلك خلال فترة وجيزة.
توجه إلى الجامعة ليكمل الأوراق الخاصة بإعادة ارتباطه الدراسي بعد أن أصبح (مستنفذاً).
أنهت جميع واجباتها المنزلية حتى أن (الطبخة) أصبحت جاهزة قبل حلول الوقت المنتظر.
حمل الفرح بقلبه وتوجه نحو مكان عمله وكان (على غير العادة ) في غاية السعادة وبدوره نقل ذلك الفرح للمراجعين ضمن دائرته التي يعمل بها.
بنشاط وحيوية توجهت نحو المدرسة لتحضر إبنها وتدعو رفاقه الذين اعتادوا أن يلتقوا فقط يوم العطلة ليقضوا معا وقتا سعيداً ومميزاً.
الناس في الشوارع تتحرك بسرعة ونشاط ،كل يؤدي عمله بأفضل واسرع طريقة ممكنة.
هذه هي الحالة الطبيعية لأي مجتمع ينعم أهله بالصحة النفسية والعملية، كل هذا لم يكن سببه الحب للعمل ولا للدراسة ولا الإنجاز.
بل كان بسبب مباراة (منتخبنا السوري ) الذي استطاع من خلالها أن يحشد المشاعر دون أي طيف أو اختلاف ويخلق حالة من الجمال سبق أن شوهتها الحرب.
وأهم لقطة يمكن التركيز عليها تلك الحالة من النشاط والعمل باتجاه البناء حتى لوكان ذلك لمدة يوم واحد إلا أنه مؤشر واقعي يركز على الاحتياج الحقيقي والبوصلة المشتركة وكيف نوجهها نحو إدارة الطاقة المجتمعية و كيفية استثمارها في عملية البناء.
لوكان بالإمكان نمذجة تلك الحالة ونقلها لجميع ميادين حياتنا وتحفيزها لتبقى حالة طبيعية ودائمة مؤكد كنا سنرتقي على المستوى الإنساني والمجتمعي.
فما نحتاجه فعليا الانتقال من ضغط الحاجة الى رحابة الرغبة، ومن فخ الكلام والأحلام الى حالة من التفاوض مع الواقع ومن ثم العمل عليه.
شكرا لمنتخبنا الجميل فما فعلته عجزت قوى كثيرة عن تحريكه في قلوبنا وعقولنا وحتى يومياتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى