الرئيسيةشباب ومجتمع

داليا الأسمر: مضيفة الطيران ليست فتاة بابتسامة خلابة وكعب عالي

ماذا تعرفون عن حياة مضيفة الطيران الحقيقية؟

منذ زهاء ثمانية عشر عاماً ولا تفارق الابتسامة وجه الشابة “داليا الأسمر” خلال رحلاتها، وباتت تلك الخطوط التي على محيا وجهها إحدى علاماتها المميزة، حيث اختارت الفتاة الثلاثينية العمل مضيفة طيران في مهنة محفوفة بالمخاطر والصعوبات.

سناك سوري-صفاء صلال

تختلف حياة السماء عن الأرض، في الأعلى لا مجال للخطأ أو التنبؤات والتوقعات هكذا قررت “الأسمر” ,بدأت حديثها مع سناك سوري عن مهنتها، مضيفة أن الحياة داخل الطائرة تتمحور بين خيارين لا ثالث لهما، «أن تكوني مضيفة طيران عليك نسيان العالم الخارجي خلف باب الطائرة، فعالمك خلال ساعات الرحلة هو مقصورة الطائرة».

تقول “الأسمر” في وصف عملها: «يعتقد الجميع أن عمل مضيفات الطيران يختصر على فتاة ترتدي تنورة بزي موحد مع كعب وتضع المكياج وتوزع الابتسامات الخلابة للمسافرين، لكنهم لا يعرفون مدى دقة عملنا وصعوبته بآن واحد».

داليا الأسمر تستعد لرحلة جديدة

تشرح الشابة لسناك سوري معددة على أصابع يدها بعض من مهامها: «يبدأ عملنا بالتوجه للمطار قبل موعد الرحلة بساعات للاجتماع بطاقم الطائرة الذي يتغير في كل رحلة، وعليك التفاهم مع كل واحد منهم ثم تقاسم الأدوار، في مقصورة الطائرة وقبل الاقلاع عليك التأكد من كميات الوجبات والطعام والخيارات المتاحة للمسافرين، ولوازم السلامة، وقبل بدء الرحلة علينا مساعدة ضيوفنا في الطائرة والتأكد من جلوسهم كلٌ في مكانه المناسب ثم تزويدهم بنصائح السلامة قبيل الاقلاع».

اقرأ أيضاً: السورية دانييل رزق من حلم الطيران إلى قمرة القيادة

رغم أن جميع المهن تحتاج إلى صبر لإنجازها، إلا أن عمل مضيفة الطيران يحتاج جهدا مضاعفاً، تقول وتضيف، أنها تعلمت من عملها كمضيفة طيران تخطي عشرات المواقف التي تحدث بينها وبين المسافرين من مضايقات وقصص مضحكة ومزعجة بآن واحد، وتصفهم “الأسمر” بأنهم “ضيوفنا بالجو” وتؤكد: «سلامة ضيوفنا وأرواحهم وراحتهم مسؤولية كبيرة على عاتقنا».

تشير الشابة التي أصبحت اليوم مدربة لمضيفات الطيران بشهادات دولية معتمدة، إلى أن «حياة العاملين في الطيران حياة اسثتنائية والحياة العادية والروتينية لا وجود لها في قاموسنا».

قبل سنوات تسع وخلال إحدى رحلات “الأسمر” الخارجية تلقت نبأ وفاة والدها، لم تسطع آنذاك العودة لـ”سوريا” للمشاركة في دفنه وكانت هي أقسى اللحظات التي عاشتها في حياتها ومهنتها.

استرسلت الشابة في الحديث عن مشاعرها لحظة وصولها نبأ وفاة والدها وقالت «بحكم التدريب الذي نتلقاه في عملنا فنحن مهيئين لاستيعاب كل ما حولنا وتدبر أمورنا مهما كان الحدث، لكن وفاة والدي كانت مختلفة تماماً وأصبت بصدمة كان عليّ تخطيها للاستمرار فوالدي هو من شجعني على أن أحقق حلمي وأكون مضيفة طيران ناجحة ومحبة لعملها».

أسست “داليا الأسمر” منذ سنة عملها الخاص وافتتحت مكتب للسياحة والسفر في دمشق بالإضافة لعملها اليوم كمشرفة رحلات مع أحدى الشركات الطيران العراقية، وتنهي حديثها مع سناك سوري بقولها: “مهنتي هي حياتي”.

اقرأ أيضاً: هل تعرفون شباك الأقفال في دمشق؟

زر الذهاب إلى الأعلى