الرئيسيةتقارير

السويداء: دبس العنب يغيب عن المؤونة في موطنه

غالبية أهالي السويداء عجزوا هذا العام عن تموين دبس العنب والزبيب

رغم أنه الموسم الأشهر لديهم تقريباً، إلا أن غالبية عوائل السويداء لم تتمكن هذا العام التموّن من مادتي دبس العنب والزبيب. نتيجة ارتفاع أسعار العنب وتدني القوة الشرائية.

سناك سوري-رهان حبيب

تعوّدت “أميمة” 56 عاماً، أن تقصد قرى “قنوات” أو “عتيل” أو “السهوة” أو “عرمان” وغيرها من القرى. للحصول على الدبس المشغول في المنازل الذي تشتريه مثل أهالي المدينة بالرطل. وكل رطل يساوي كيليَين ونص لتشتري رطلين أو ثلاثة من مادة دبس العنب للتموين لموسم الشتاء القارس.

لكنّ “أميمة” لا تتوقع أنها قادرة على شراء تلك الكمية هذا العام. كما تقول لـ”سناك سوري”، وتضيف أن سعر رطل دبس العنب وصل إلى 90 ألف ليرة.

تتكون عائلة “أميمة” من 6 أشخاص، وزوج مريض، حيث تعتبر مادة الدبس أساسية له. إلا أنها لن تستطيع شراء سوى ربع الكمية التي يحتاجونها. وتضيف أنه بما يخص الزبيب فإنها تشتريه حالياً بالكيلو أو النصف كيلو، ويتراوح ثمن الكيلو بين 38 إلى 40 ألف ليرة. وكان العام الفائت بين 12 إلى 15 ألف ليرة.

دبس العنب تحت أشعة الشمس

لا زبيب هذا العام

تقول “هاجر” 22 عاماً وطالبة طب بشري، إن الزبيب غني بالعناصر الغذائية الطبيعية. وهي مع عائلتها بحبونه جداً، واعتادوا على شراء أكثر من 5 كيلو من المادة سنوياً، لكن للأسف لن يستطيعوا هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار.

تضيف الشابة لـ”سناك سوري”: «يعمل والدي بالأعمال الحرة ووالدتي متقاعدة وأنا وأخوتي طلاب جامعات. فكم سيتبقى من دخلنا لنحصل على الزبيب والدبس كمتمم غذائي طبيعي وأساسي على سفرة الطعام».

رغم أن دبس العنب يعتبر مادة أساسية في نظامها الغذائي، بعد إنهائها العلاج الكيماوي والتوجه لعلاج فقر الدم. إلا أن “آمال” 48 عاماً تتوقع أن تفشل في شراء احتياجها من المادة. فهي موظفة مع زوجها والراتب لن يكون كافياً لمؤونة الدبس والتي عادة تكون نحو 3 أرطال من المادة. و10 كغ من الزبيب. أي بسعر 190 ألف للزبيب و380 ألف للدبس، وللأسف لا يتوفر هذا المبلغ معها.

سليمان حمزة تاجر من السويداء

كماليات

فرضت الظروف الاقتصادية على كثير من أهالي السويداء، أن يصبح الدبس والزبيب مادة كمالية. كما يقول “صافي” موظف حكومي، مشيراً لـ”سناك سوري” أن من يشتري المادتين اليوم سيعيش بلا خبز لشهرين أو ثلاثة. لذا من الأفضل عدم شرائهما.

ويضيف: «تنتج السويداء الدبس بمعظم القرى لكن ارتفاع سعر كيلو العنب وكلفة الوقود رفعت كلفة الدبس فقد فكرت بشراء كمية بسيطة لأصنع الدبس في المنزل. ووجدت بالحساب أنها ستكلفني أكثر تبعاً لسعر الغاز وإن اشتريتها سأبقى بلا خبز أنا وزوجتي وأولادي الثلاثة».

يتحدث “سلمان حمزة” تاجر وسط السوق عُرف عنه التسويق لمنتجات طبيعية يحصل عليها من المنتجين في القرى. عن تراجع الطلب الذي أجبره على تجزيء الكمية لتلبية حاجة الزبائن.

يقول التاجر لـ”سناك سوري”: «ارتفاع السعر يعود لعدة أسباب أولها سعر كيلو العنب الذي لم يتجاوز العام الفائت 3 آلاف وهذا العام تراوح بين6 إلى 8 آلاف. ونحتاج بين 4 إلى خمسة كيلو عنب لنحصل على كيلو دبس وغلي الدبس يحتاج لوقت طويل يحتاج المزيد من الوقود الذي ارتفع سعره كثيراً هذا العام أيضاً». وبالنسبة للزبيب فكل خمسة كيلو عنب تساوي كيلو زبيب وكلفة العمل تضاف لكلفة العنب أيضا ارتفعت.

 

زر الذهاب إلى الأعلى