الرئيسيةتقارير

صفة السيارات المأجورة بحلب.. بين تشويه الشوارع والاعتداء على الأحياء السكنية

زيادة الأعباء والمصاريف على المواطن

يتحدث أبناء محافظة “حلب”  عن التشويه الذي طال شوارع المدينة، وينشر ناشطون منهم على مواقع التواصل الاجتماعي صورا توثق ذلك، كما يتحدث البعض عن المصاريف التي زادت أعباء المواطن تحت مسمى “خدمة”، المقصود بها خدمة شركة “صفة” للمواقف المأجورة.

سناك سوري – عمرو مجدح

كتب الصحفي “رضا الباشا” منشورا على موقع الفيسبوك حول ذلك جاء فيه: «لم أكن ضد فكرة المواقف المأجورة لما لها من أهمية في تأمين مکان صفة سيارة في أماكن مزدحمة».

ويضيف حول واقع الوضع قائلاً: «ما يجري اليوم هو تشويه لشوارع “حلب” وتخريب لها، كما يعتبر اعتداءاً سافراً على حقوق سكان المناطق التي يطبق فيها مشروع شركة “صفة”، نظراً لقوة ونفوذ أصحاب المشروع فنحن أمام تجاهل کامل لصرخات وشكاوي المواطنين التي تنعكس بشكل واضح من خلال وسائل التواصل».

تواصل “سناك سوري” مع عدد من أبناء المدينة الملقبة بـ “الشهباء”، حيث يحكي “فيصل” 26 سنة والذي ينتمي إلى أحد أحياء مدينة “حلب”، معاناته مع المشروع التي بدأت عندما تحول الشارع تحت منزله من مجاني إلى مأجور، وهو ما تكرر مع الشارع المطل على المحل الذي يعمل به ما اضطره لإيقاف سيارته في أحد الشوارع البعيدة، والذهاب مشياً إلى عمله وماهي إلا أسابيع لتصبح الصفة في الشارع البعيد أيضا مأجورة، يضيف لسناك سوري أن «مواقف السيارات المأجورة ليست جديدة على مدينة حلب، فهي موجودة تقريبا من العام 2010 أو 2008 لكنها كانت ضمن شوارع محددة، ولم يكن الوقوف في الجانب الأخر من الشارع ممنوعا كما هو الحال اليوم».

يتابع حديثه قائلاً: «عاد المشروع هذا العام مبتدئاً من الشوارع التي كانت تعمل الشركة عليها سابقاً، بعد إعادة تهيئتها إلا أن المواطنين كانوا يصفون سياراتهم في الأماكن غير المأجورة، وأعتقد أنهم بسبب ذلك وضعوا إشارة ممنوع الوقوف في الطرف اليسار من الشارع بينما الوقوف على الطرف اليمين منه بأجر ومن “يصف” في الجانب الذي يفترض أنه كان مجاني ستخالفه الشرطة أو “تشحط” سيارته».

يضيف “فيصل” عن تعايش أبناء المنطقة مع الفكرة ويقول : «بدأ الكثير منا يبحث عن الأماكن المسموحة لصف السيارات ويوماً بعد يوم كان يتقلص حجم الشوارع المجانية وصولاً إلى الحارات والأحياء السكنية التي أصبحت شوارعها مأجورة».

وعن أجور صف السيارة يقول : «تعتبر غالية جداً مع الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد وارتفاع الأسعار، بينما الوقت المسموح لصف السيارة في الأماكن المأجورة 3 ساعات فقط بأجرة 2000 ليرة وكل ثلاثة ساعات أنت مجبر على دفع الفين ليرة ثانية أو تغير مكان صف سيارتك وإلا “بيكلبشوها”».

اقرأ أيضاً: بلدية “حماة” تلجأ لجيوب المواطنين بهدف تعويض إيراداتها القليلة!

ويوضح أن أوقات “الصفة المدفوعة” تبدأ من الساعة السادسة صباحاً إلى السادسة مساء شتاء وفي الصيف للساعة الثامنة مساء مضيفا: «لنفترض أني “صفيت” سيارتي في الأوقات التي من المفترض أنها مجانية خلال الليل فأنا مضطر أن استيقظ قبل الساعة السادسة صباحا وأن أنقل مكان سيارتي من الموقف المأجور أو أن أدفع!. “حق الصفة” كل ثلاثة ساعات 2000 ليرة كما يجيب أن أغير مكان “الصفة” ولو افترضنا أني لم أحرك السيارة طول اليوم فيجب علي دفع في 8 ساعات ما يقارب ستة آلاف ليرة».

يحكي “معتز” 35 عاماً موقفاً حدث معه لسناك سوري قائلاً : «في إحدى المرات ركنت سيارتي أمام مبنى المالية وإذ بشاب بهندام مرتب يقول لي: بعد إذنك الموقف مأجور” أجبته : “على رأسي، شغلتي دقيقتين أدفع غرامة واجي” قال لي ادفع: 500 ليرة قلت له: بدي ادفع غرامة وفوق منا غرامة “صفة”، أنا عايف روحي! بتعرف رح وقف سيارتي رتل ثاني أشرف لي فقال الشاب: الشرطة بتخالفك أجبته: صحتين على قلبهم على الأقل الشرطي هاد زلمة درويش وراتبه على قده وهذا ماحدث فعلاً وأخذت مخالفة من الشرطي وكنت راضي أكثر من الدفع للصفة».

وعما أصاب الشوارع من تشويه يقول “محمد” 30 عاماً: «ضيقوا الطرقات بشوارع ” ماخرج ينحط فيها شي” ووضعوا أرصفة على لفات المفارق تُفاجأ بها بنصف الطريق وإذا لم تنتبه تصاب سيارتك بضربة».

لا يمتلك “نائل” 30 عاماً سيارة فهو يرى أنها أصبحت حلماً مثلها مثل الكهرباء، لكنه يشاهد الكثير ممن حوله يعانون من مسألة الموقف المأجور ويقول لسناك سوري: «أكثر من يعاني هم أصحاب الأحياء السكنية التي أخذ المشروع الشوارع تحت بيوتهم وجعل منها مواقف مأجورة للسيارات، أصبحوا مضطرين أن يدفعوا يومياً للشركة مقابل “صف” سياراتهم تحت البيت والمشكلة الثانية أن الشوارع لدينا بالأصل ضيقة جداً ولا تحتمل مواقف مأجورة».

أما “سارة” 40 عاماً التي خسرت سيارتها بعدما احترقت سيارات الحارة في معارك “حلب” فقالت: «قلنا نبيع ونخلص»، إلا أنها تتمنى لو تمتلك اليوم سيارة فهناك العديد من المشاوير التي تحتاج تنقل خاص وسريع، لكنها تفكر أيضاً في مصاريف البنزين والصفة المأجورة التي ستزيد عليها الأعباء وتتساءل: «لماذا توسع المشروع نحو المناطق السكنية ولم يكتف بالأسواق والأماكن العامة؟ ولماذا شركات المواقف المأجورة خاصة وليست حكومية؟»، وختمت حديثها مع سناك سوري قائلة: «القصة فيها وجعة رأس انتبه».

اقرأ أيضاً: موظف يحتال على محافظة دمشق والأخيرة “نايمة على ودانها”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى