صباح محمود.. ستينية تدرس في الجامعة وتحلم أن تصبح سيدة أعمال
صباح محمود.. جدة لـ3 أحفاد أكبرهم يدرس الحقوق
كرّمت جامعة طرطوس الأسبوع الفائت، الطالبة “صباح محمود” 68 عاماً، التي تخطت سن التقاعد وكسرت السن النمطي للتعلم في تخصص إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالتعليم المفتوح.
سناك سوري_ناديا سوقية
عملت صباح ابنة قرية “دوير بعبدة” بريف “جبلة”، معلمة لمادة الرياضيات طيلة 37 عاماً. وهي اليوم أم لشابين.وبنتين وجدة لـ3 أحفاد أكبرهم يدرس الحقوق.
قررت العودة لمقاعد الدراسة بعدما تفرغت من تربية الأبناء لتستثمر الوقت بما يحقق لها ذاتها..فطموحها الماضي كان دراسة الهندسة الزراعية ولم يكن مجموعها بالثانوية هو ما يعيقها. لكن رغبة الأهل باختيار فرع آخر لتصبح معلمة كونها كانت مخطوبة في ذلك الوقت.
لماذا إدارة المشاريع؟
اختارت “صباح” تخصص إدارة المشروعات تحدياً منها لذاتها ولقدراتها وخصوصاً أن تخصص ثانويتها هو العلمي.
وفي أول عام لها بالجامعة واجهت صعوبات من التذكر والحفظ والتركيز لكنها سرعان ما تخطت ذلك بالتكرار والثبات والمثابرة.
تقول صباح لسناك سوري: «دراستي بهذا الفرع وسعت لي الأفق صرت أشعر بأن لدي قدرات. ووفقا لدراستي رتبت أموري الحياتية وصرت أسقط ما أتعلمه على الحياة».
سيدة أعمال وصاحبة مشروعات
ترى صباح نفسها بالمستقبل سيدة أعمال.فهي إنسانة نشيطة وعملية. لذلك تتوقع أن تطور مشاريعها. البسيطة والصغيرة. متمنية أن يتاح لها ترخيص منشأة تعليمية. لما لها من باع طويل.في رياض الأطفال والتعليم.
كل يوم في الجامعة كانت السيدة تتلقى الأسئلة مع الاستغراب.وتستقبل الوجوه المندهشة بوجودها على مقاعد الدراسة بكل رحابة صدر. وتجيبهم عن الأسئلة الموحدة غالبا كونها أكبر الحاضرين عمراً. مثل “لماذا الآن وإلى ماذا تطمحين.. الخ”.وتلمس منهم التقبل والترحيب.
نصائح من مقعد التعليم مجدداً
ولكل سيدة وأم توجّه صباح رسالتها بألا تدع الأعمال المنزلية الروتينية تخطفها فتقول: «يجب أن نصنع شيئاً للمجتمع ولنا حتى نرضى عن أنفسنا» .
الجدية والمسؤولية هي ما تنصح صباح الشباب به للوصول إلى الأهداف وتحقيق الذات والابتعاد عن البطر والاستسلام .
ولصباح شبيهات في سوريا فقبلها السيدة نجلاء برغل. التي نالت شهادتها الجامعية من قسم المكتبات والمعلومات. في جامعة تشرين في عمر 79 عاماً، بعد أن أنهت مرحلة محو الأميّة بعمر الـ54. ومرحلة التعليم الأساسي بعمر الـ69. كذلك السيدة “تهاني الزيلع” التي احتفلت بتخرجها من الجامعة مؤخراً وهي في الخمسينيات من عمرها.