الرئيسيةتقارير

سوريون يعملون في مهن تشكل خطراً على صحتهم لتأمين مواردهم

عمال اللصاق والحقن لم يحصلوا على التصنيف والمخابز حرموا التعويض والتصنيف

سناك سوري – رهان حبيب

تأمل “رندا المحيثاوي” عاملة اللصاق و معها عمال صالة الإنتاج في معمل الأحذية بمدينة “السويداء” تسمية مهنتهم بالشاقة، كي لا تضطر للعمل سنوات أكثر من 15 عاماً في المهنة التي أفنت صحة عاملات كثيرات قبلها خرجوا للتقاعد بأمراض سرطانية وأمراض صدرية.
تقول “رندا” التي تضطر لأدوية صدرية دائمة لسناك سوري: «أكثر من 12 عاماً على تماس يومي مع الروائح، مؤخراً حصلت وخمس عاملات على تعويض 5 بالمئة من الراتب، لكن المهنة لم تصنف بعد بالمهنة الشاقة وهذا حقنا».

العاملة رندا المحيثاوي

بدوره يعاني “وائل العشعوش” العامل في معمل الأحذية من مشاكل صحية صدرية بعد فترة من عمله على آلة الحقن، ويقول في حديثه مع سناك سوري :«أعمل خلف آلة الحقن التي تنتج نعل الحذاء ويصدر عنها أبخرة وحرارة عالية ترافقني من السابعة وحتى الثالثة يومياً».

هي بعض المخاطر والتفاصيل الشاقة التي يعانيها العمال من روائح تنتشر على كامل الصالة المغلقة دون تهوية طبيعية أو اصطناعية ترفع درجات الحرارة إلى قرابة 40 درجة ولا تقل عن 30 في موسم الشتاء، وفق “منى المعاز” رئيسة اللجنة النقابية في معمل الأحذية، التي بينت الحاجة إلى تصنيف المهنة بالشاقة لاختصار فترة خدمة العامل، لأنه لا يصل إلى مرحلة التقاعد بدون أمراض خطيرة منها سرطانية أو صدرية، حيث ترتفع نسبة العمال الذين ماتوا بالسرطان وقد يكون العمل أحد الأسباب.

عمال في قسم الحقن بمعمل الأحذية

اقرأ أيضاً:“درعا”.. عمال النظافة “شبعوا” وعود والحكومة الكريمة مصرة على تقديم المزيد منها!

عمال المخابز ليسوا أحسن حالاً

يتشارك “جهاد الطويل” العامل في فرن الثامن من آذار لمدة أكثر من عشرين عاماً قصة التعرض للأبخرة والحرارة الناتجة عن عمل الآلات في الفرن مع عمال الأحذية حيث لم يحصل على أي تعويض بالرغم من المخاطر التي يتعرض لها نتيجة العمل ولم يتم تشميل عمله بالمهن الخطرة والشاقة، في حين يؤكد التقرير المثبت والمرفوع من اتحاد العمال في “السويداء” حسب عضو المكتب التنفيذي “سليمان عماشة” أن عمال المخابز وصناعة الأحذية لحقهم الضرر نتيجة عدم تشميلهم بالمهن الشاقة.

جهاد الطويل العامل في فرن الثامن من آذار

رأي خبيرة الصحة والسلامة المهنية

تقول خبيرة الصحة والسلامة المهنية “رحاب الشومري” :«أن استنشاق الأبخرة والرذاذ المتطاير من قص البلاستك والمواد الجلدية هو ملوث كيماوي والمادة اللاصقة “بوليمر” مادة مخرشة ومحسسة ولم ترد كمادة مسرطنة، فوفق المرسوم التنظيمي 346 فإن العمل الشاق والخطر بالمرسوم يجب أن يكون العمل يهدد حياة الإنسان بعد خدمة عشرين سنة متواصلة وفق المرسوم نفسه، ومع انعدام وسائل التهوية الطبيعية أو الاصطناعية، وبما يخص الحرارة فإن تعرض العامل لأكثر من 30 درجة لمدة ثمان ساعات متواصلة يومياً أمر خطير على الصحة إلى جانب أثار الضجيج مما تصدره آلات العمل».

وبما أن القانون لم ينصف هذه المهن توصي “الشومري” بأن يجري العمل على إزالة الملوثات الفيزيائية بإنجاز أنظمة تهوية اصطناعية ساحبات الهواء الخاصة بصالات العمل واتباع وسائل الوقاية، في الوقت الذي تطالب به النقابة والإدارات بتعديل القانون لضمان سنوات خدمة أقل لغاية صحة العاملة وتعيين عمال جدد.

اقرأ أيضاً: عمال الغزل والنسيج..33 عاماً من انتظار الحقوق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى