تقاريرحرية التعتيريوميات مواطن

سوريا: موجات نزوح على وقع القصف التركي وسط ظروف قاسية

مراكز إيواء تفتقر للخدمات وآجار بعض المنازل بالدولار

سناك سوري_عبد العظيم العبد الله

شهدت الأيام الماضية موجة نزوح جديدة لأهالي بلدة “أبو راسين” التابعة لناحية “رأس العين” شمال غرب “الحسكة” جراء تصاعد القصف التركي على المنطقة.

ووصلت أكثر من 58 أسرة إلى مراكز الإيواء في مدينة “الحسكة” قادمة من “أبو راسين” والقرى المحيطة بها والتي تتعرض لقصف قوات العدوان التركي، وقال “حمود الغانم” أحد أهالي قرية “تل جلاد” التابعة لـ”أبو راسين” في حديثه لـ سناك سوري «النزوح لم يتوقف منذ عامين لأهالي قريتي والقرى المجاورة والبلدة، عندما وقعت بلدة رأس العين تحت السيطرة التركية ونحن في قلق وخوف من أي هجمة مباغتة، ومنذ ذلك الحين وموجات النزوح مستمرة سواءً لمناطق أخرى ضمن محافظة الحسكة أو إلى خارج سوريا».

يصف “الغانم” رحلة نزوحه عن منزله قائلاً «قبل 4 أيام عندما تعرضت قرانا لقصف عنيف دون سابق إنذار، هربنا وتركنا المنازل دون وعي، أردنا فقط أن ننقذ أنفسنا من الموت، وصلت مع أسرتي لمركز إيواء بمدرسة حمزة بن عبد المطلب في حي مشيرفة بالحسكة» ويضيف أنه ترك المركز بعد يومين فقط ولجأ لاستئجار منزل في الحسكة، مبيناً أن مركز الإيواء يفتقر لأدنى الخدمات، حيث وصلت 5 خزانات مياه إلى المركز من إحدى المنظمات دون أي مساعدات أخرى.

اقرأ أيضاً:مشهد الحسكة اليوم… طوابير على الأفران وتلاميذ عادوا لمدارسهم (محدث)

يوضح “الغانم” أن أكثر من 48 أسرة تقيم في المركز مشيراً إلى وجود مركز إيواء مجاورٍ له استقبل أيضاً عدداً من الأسر النازحة من “أبو راسين” وريفها، حيث قارب عدد الأسر النازحة 130 أسرة خلال الأيام الماضية.

تبعد “أبو راسين” الخاضعة لسيطرة “قسد” 28 كيلو متراً عن “تل تمر” الخاضعة لسيطرة قوات العدوان التركي، وتعد البلدة نقطة وصل بين “القامشلي” و”الحسكة” و”رأس العين”.

تركت مركز الإيواء بعد يومين فقط، لم يصل إليه سوى 5 خزانات مياه من إحدى المنظمات نازح في الحسكة

 

يقول “علي الغانم” أحد أبناء “أبو راسين” أن القصف اشتدّ في الأيام الماضية ولم يعد من الواضح ما إذا كان برياً أو جوياً، مضيفاً أن أي شخص في البلدة بات يخشى النظرة من النافذة خوفاً من القصف.

وأضاف “الغانم” أنه خرج عند ساعات الصباح الباكر مع زوجته وأطفاله الخمسة متجهاً إلى “الحسكة” للاستقرار فيها، مشيراً إلى أن النزوح بدأ منذ أكثر من عام حيث أقام بعض الأهالي في مخيمات “واشوكاني” و “الطلائع” فيما استأجر البعض منازلاً في “الحسكة” والمناطق المحيطة بها والتي تعد آمنة نسبياً.

وبيّن “الغانم” أن سكان “أبو راسين” كانوا قرابة 8 آلاف نسمة لم يبق أكثر من 20% منهم داخل البلدة وفق “الغانم” الذي أشار إلى أنه اتجه إلى “الحسكة” رغم أنها تعاني مسبقاً من نقص في الخبز وانقطاعات في المياه والكهرباء وغلاءٍ في الأسعار.

لم يبقَ في أبو راسين أكثر من 20% من سكانها نازح من أبو راسين

 

اضطر “الغانم” لاستئجار منزل في المدينة رغم ضعف راتبه كموظف، ولفت إلى أن الكثير من النازحين يعانون من ارتفاع أسعار الآجارات حيث يطلب بعض أصحاب المنازل الدفع بالدولار رغم معرفتهم بظروف النازحين الصعب.

“الغانم” أوضح أن أكثر القرى تعرضاً للقصف تلك الواقعة على الخط الواصل بين “أبو راسين” و “تل تمر” انطلاقاً من قرية “ربيعات” مروراً بقرى “عرب خان” و “تل جلاد” و “باب الخير” و “العبوش” وصولاً إلى “دردارة” حيث نزح معظم أهالي تلك المنطقة من منازلهم هرباً من الموت تحت القصف.

يذكر أن قوات العدوان التركي تستهدف القرى الواقعة في ريف “الحسكة” بشكل شبه يومي لا سيما في الآونة الأخيرة حيث تصاعدت وتيرة القصف، وذلك على الرغم من توقيع “أنقرة” اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع “موسكو” شرق الفرات منذ العام 2019 فيما يدفع المدنيون ثمن التصعيد التركي.

اقرأ أيضاً:عيد الحسكة مختلف.. الأطفال ينتظرون المياه لا الحلوى!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى