الرئيسيةسوريا الجميلةعلمهم بمحبة

سهام بدر.. المعلمة التي لم تتقاعد من التعليم

سبع وثلاثون عاماً من مهنة التعليم.. بدر: التعليم احتواء وعلينا الوصول إلى قلب المتعلم قبل عقله

سناك سوري – لينا ديوب

لم يكن التقاعد من المدرسة الحكومية بالنسبة للمعلمة “سهام بدر”، نهاية لرحلة عملها بالتعليم، وإنما بداية أخرى جديدة في المدارس الخاصة بـ”دمشق”، المهنة التي أحبتها وأخلصت لها بقيت تحمل لها نفس الشغف وذات النشاط، تقول لـ”سناك سوري”: «بعد سبع وثلاثون عاما من التعليم، كل سنة أكتسب خبرة أكتر، وأقصر المسافات لأصل قلوب جميع الأطفال، لأن مهنة التعليم هي احتواء، وفي العملية التربوية علينا الوصول إلى قلب المتعلم قبل أن نصل إلى عقله، علينا فتح ممرات بيننا وبين الطفل والطفلة».

التفاعل والتشويق

“بدر” خريجة قسم معلم الصف، التي تقاعدت قبل خمس سنوات، تعتمد لغة الجسد بالدرجة الأولى كما تخبر سناك سوري، وتضيف أنها لم تلجأ إلى الأساليب التقليدية في التعليم، ولم تعتمد التلقين والحفظ، مقابل ذلك لم تدخر وسيلة تشويق، فقد اعتمدت المسابقات لأن الأطفال يحبون التحدي، واستخدمت جميع الوسائل التي كانت متوفرة بالمدرسة الحكومية قبل الحرب من لوحات وبطاقات، كانت تحمل معها إلى حصة العلوم كلية الخاروف والرئتين والمعدة والقلب، من عند اللحام القريب من بيتها ليرى طلابها تشريح ما يدرسون، مستعينة بطبيبة لتقدم معلومات صحيحة علمياً.

اقرأ أيضاً: رندة يوسف.. المعلمة التي قاومت السرطان بالعمل

على المعلم والمعلمة أن يكونا واثقين من معلوماتهما، أمام الطلاب، تقول “بدر” التي تدرس المرحلة الابتدائية، وتضيف: «لأنهما قدوة و القدوة يجب أن تعطي معلومة صحيحة، أعود لمصادري وأجمع معلوماتي أبحث دائما على النت لأثبت معلوماتي وأجددها حتى لطلاب صف الأول ، فالطفل يكشف معلميه، ولأني مقلة بالوظائف جداً جداً، كنت أتلقى الملاحظات من الأهل ومن الموجهين وكنت أثبت صحة طريقتي بنتائج طلابي وطالباتي عبر السبر المفاجئ ودائما كانوا مميزين».

الاستفادة من التجارب

“بدر” التي ألفت أغاني لأحرف الجر وأدوات الإشارة ولحنتها وغنتها لطلابها، ألفت أيضاً لدروس الاجتماعيات، واعتمدت مسرح العرائس في دروسها، ولتبقى قريبة من كل جديد كانت تتابع تجارب الدول الأخرى والطرق التعليمية، أحبت التجربة الفنلندية لأنها لا ترهق الطفل بمعلومات كثيفة ودوام مرهق وإنما تعتمد اللعب في التعليم، كما أحبت في التجربة اليابانية تقديس الإنسان والعلم والنظام.

التعزيز والتشجيع

أحب اللحظات إلى قلب “بدر” عندما يحضنها أو تحضنها إحدى الطالبات، ويقولون لها ( ريحتك متل ريحة ماما)، هي التي اعتمدت أسلوب التعزيز والتشجيع وابتعدت كل البعد عن التركيز على سلبيات الأطفال، لتخرج كل اجتهاد وحب وميل للتعلم من داخلهم كما يقول الأهل والمدير الذي استقطبها لمدرسته حتى بعد التقاعد.

اقرأ أيضاً: في عيد المعلم.. فاتن تستغل فيسبوك في تدريس طلابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى