الرئيسيةشباب ومجتمع

وحش الطفولة يوحّد السوريين ماذا عن وحش النضج؟

أخصائية نفسية تؤكد أن تخويف الأطفال يسبب لهم مشاكل نفسية كبيرة مستقبلاً

استبدل بعض الأهالي أغاني ما قبل النوم للأطفال، بعبارات مثل “نام ولاك”، “اجا البعبع ورح ياكلك إذا ما نمت”. إضافة للكثير من الشخصيات الأخرى المخيفة والتي تختلف تسميتها من محافظة لأخرى. وهو ما يؤثر على الأطفال بطريقة سلبية جداً، وفق علم النفس.

سناك سوري_ ناديا سوقية

لم يغب وحش الطفولة عن ذاكرة كل من عاصره بطفولته، فمن لم يخف من “العو” خاف من “البعبع” كمثال. ويكاد لا يخلو بيت سوري من فرضية وجود وحش مخيف، سيظهر للطفل مالم يقابل والديه بالطاعة.

وخلال استطلاع للرأي نشره “سناك سوري” حول اسم وحش الطفولة في كل منطقة، سرد ناشطوا التواصل الاجتماعي تسميات مختلفة.

ففي شمال “سوريا” و”حلب” كان مصدر رعب طفولة أبنائها “زبدلا أو سبدلا”. والتي تم دمجها مع جملة أخرى. وأصبحت كأغنية (سبدلا ..شق الحيط وتدلا). أما في جنوب البلاد فقد تحدث “محمد” عن وحشهم “الي راسو بين كتافه”، كمصطلح يستخدم في “السويداء”.

ومعظم أسماء باقي الوحوش موحدة مثل الغولة والعو وأبو الليل مستوحى من الظلام والمجهول. إضافة إلى “أبو عدلة” الذي لطالما رافق طفولة “أريج”، مثلها “هلال” الذي عانى من “سحال ذيلو بالطبق”.

وعلق أوس أن وحش ريف جبلة هي “أم قمامو” بينما صابرين علقت بـ”أم رعيدة”. وعلا قالت أن “رسيسي” هو وحش السويداء، ولينا علقت بأن وحش طرطوس هو “أبو عدل”.

وعلق غيث بأن الوحش “قرقع بوجلود” وسومر مرهج بـ”القط اللي فقع ذنبه”، وحيان علق “غولية حزحز “. وعلق قصي  أن وحش الطفولة في حمص “أبو همامو”.

بينما قال جود:  “هي هية مشكلتنا انو تربينا عالوحوش من الصغر، المهم ونحنا كبار مين الوحش لبخوفنا؟؟”.

وحش الطفولة وآثاره النفسية

تأسف الأخصائية النفسية “اريج الرز” لوجود ظاهرة وحش الطفولة في التربية، سواء عند الأهل أو المعلمين أو حتى مقدمي الرعاية.

وتضيف لسناك سوري أنه حين يتم تخويف الطفل بشخصية خالية ما، فإنه سيستجيب للأوامر أو الطلب في اللحظة ذاتها. لكن على المستوى البعيد، سيسبب له الأمر تعزيز شعور عدم الأمان والارتياح عند الطفل. ما يؤثر على تلبية احتياجاته وترك أثر سلبي على نفسيته.

«فغالباً لا يعير المربون أي أهمية لمدى الخصوبة التي يتسم بها خيال الابن». تقول “أريج” وتشير لاحتمالية أن يبدأ يتخيل شكل تلك الشخصية بأوقات مختلفة وغير متوقعة. ما يعود عليه بحالات من القلق والتوتر تترافق مع الأرق واضطراب بنومه وأكله. وربما يصيبه تبول لا إرادي نتيجة زيادة نسبة الأدرينالين بالجسم الناتج عن الخوف.

تخويف الطفل بالعو أو أي شخصية أخرى، يؤدي لمعاناته من حالة قلق وتوتر تترافق مع الأرق واضطراب بنومه وأكله. وربما يصيبه تبول لا إرادي نتيجة زيادة نسبة الأدرينالين بالجسم الناتج عن الخوف.

الأخصائية النفسية أريج الرز

ومن الآثار السلبية لاتباع أسلوب وحش الطفولة بالتخويف، وفق الأخصائية النفسية، أن يصبح الطفل عدوانياً ليلبي حاجة الأمان المختلة لديه نتيجة الخوف من البعبع.

ولا تقتصر أضرار وحش الطفولة على الناحية النفسية فقط، وذكرت الأخصائية، أنه يؤثر على التحصيل الدراسي والنمو المعرفي والعقلي والعاطفي للطفل. وتوضح بأن الرعب ربما يمنع الطفل من التفاعل مع محيطه بشكل سوي. أو المشاركة بنشاطات يعتقد أنها متصلة بتلك الشخصية التي يقوم بتخيلها.

وفي ختام حديثها، تحذر الأخصائية النفسية من هذه الظاهرة، وتقول إنها تساهم بنمو بشخصية مترددة.  وستعود لاحقاً بشكل سلبي على مراحل الطفل الحياتية كاملةً.

يذكر أن كثير من الأهل يلجؤون لتخويف أطفالهم بأشياء كثيرة ومتعددة. ليناموا أو ليستجيبوا لطلبات أهلهم، وهو سلوك يؤكد الأخصائيون أنه خاطئ بالمطلق.

زر الذهاب إلى الأعلى