روان الصاهود.. درست البتروكيميا وتستثمر في الغوفر والكريب
المشاريع الصغيرة في دير الزور... محاولة خلق فرص العمل واستثمارها
تحرص طالبة هندسة البتروكيميا روان ماجد الصاهود 23 عاماً، على إعداد حلوياتها الغربية مثل الغوفر والكريب بكل حب. لتقديمها للزبائن في محلّها بدير الزور الذي بدأته بفكرة سرعان ما تحوّلت إلى واقع.
سناك سوري-عائشة الجاسم
روان شابة طموحة، تخرجت من المعهد الصحي قسم الصيدلة، ثم اختارت دراسة هندسة البتروكيميا، وهي الآن في سنتها الجامعية الثالثة. لكنها قررت بالتوازي مع دراستها بدء مشروعها الخاص البعيد عن مجال تخصصها.
تقول “روان” لـ”سناك سوري”، إنها أطلقت فكرتها من خلال دورة تدريبية لريادة الأعمال. فكان مشروعها إنشاء محل لبيع وتحضير الغوفر في دير الزور.
بعد تقديم دراسة جدوى، حظي مشروع روان بالقبول ونالت تمويلاً جزئياً من المنظمة وأكملته بدعم خالها ليبصر مشروعها النور.
المشروع الذي يبلغ من العمر 6 أشهر، سبقه عملية تعلّم لصنع الغوفر والكريب والبان كيك في دمشق. وقبل الخوض فيه جرّبت “روان” وصفاتها منزلياً وأعادت التجربة عدة مرّات حتى طورّت نكهة خاصة لأطباقها.
تقول الشابة إن الترحيب الكبير الذي حظيت به منتجاتها عند افتتاح المحل فاق كل توقعاتها. وشكّل لها دافعاً للنجاح والاستمرار وسط دعم كبير من عائلتها أيضاً.
ويعتبر دعم الأهل وتشجيع المجتمع، أحد أهم الدوافع والمحفزات التي يمكن أن تساعد الشباب خلال إطلاق مشاريعهم الخاصة. فيما مايزال كُثر منهم يخشون القيام بهذه الخطوة نتيجة عدم القدرة على التفكير خارج الصندوق أو الخشية من ردة فعل المحيط بحال الفشل.
التحديات مقدور عليها
كأي مشروع صغير آخر، لا بدّ من بعض التحديات التي ورغم صعوبتها أحياناً إلا أنها تجعل طعم النجاح ألذ. إذ واجهت “روان” مشاكل تتعلق بندرة بعض أصناف الفواكه في بيئتها، مثل الكيوي والفريز والموز. استطاعت من خلال ابتكار وصفاتها الخاصة بالفواكه المتوفرة تعويض النقص.
سرعان ما برزت تحديات أكثر صعوبة، تتعلق بالكهرباء حلّتها بشراء مولدة كبيرة لتشغيل الآلات. ومرّة أخرى برزت عقبة جديدة تتعلق باستقدام المازوت لتشغيل المولدة، ما سبب لها أعباء مادية إضافية.
وتعتبر مشاكل الكهرباء والمحروقات، أحد أبرز العقبات التي تعيق الشباب والشابات خلال العمل في مشاريعهم الخاصة. وربما كانت تلك العقبات سبباً في اندثار الكثير من أحلام العمل المستقل.
التسويق مهمة الأصدقاء
اعتمدت “روان الصاهود” في تسويق منتجاتها من الغوفر والكريب وغيرها على الأصدقاء بشكل رئيسي. الذين كانت مهمتهم نشر الدعاية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إضافة إلى مشاركة زبائنها تجاربهم ما ساهم بوصول الدعاية إلى أكبر شريحة ممكنة.
تعتبر روان أن دعم أصدقائها لها بتلك الطريقة غاية في الأهمية، ومنحها حافزاً إضافياً كما حملّها مسؤولية الحرص على إعداد أصناف بمستوى عالٍ.
كما يساعد “روان” في المحل شقيقها “يامن” وابن عمها “مضر”، الذين كانوا سنداً كبيراً لها، خاصة في الأوقات التي يتزايد فيها ضغط العمل. بينما يتولى والدها مسؤولية تأمين المواد والمستلزمات.
رغم مضي فترة قصيرة على المشروع لا تتجاوز الستة أشهر، إلا أن “روان” باتت مستقلة مادياً، فالإيرادات تغطي التكاليف وتضمن لها هامش ربح معقول. كما تقول لـ”سناك سوري”.
تقول روان إن أساس نجاح تجربتها هو احتضان عائلتها ومعاملتهم لها كصديقة. مشيرة إلى حاجة المشاريع الصغيرة لدعم الأهل والمجتمع.
وتشهد دير الزور إقبالاً جزئياً على المشاريع الصغيرة من قبل الفئات الشابة. ومن الواضح أن الكثير من تلك المشاريع تذهب باتجاه تقديم أشياء جديدة خارجة عن المألوف في المدينة. كما “غوفر روان” وعربة مشروبات “سامر الطراد” التي تقدم البلوهاواي عوضاً عن المشروب التقليدي “الشاي”. وتلك التفاصيل أمور يحب الشباب تجربتها خارج الإطار التقليدي للمشروبات والحلويات العربية المعتادة.
يذكر أن دير الزور واجهة مرحلة صعبة خلال الحرب التي أدت لحصار الآلاف من سكانها ونزوح آلاف الشبان منها. إلا أن الشباب يحاولون اليوم العودة تدريجياً وإطلاق مشاريعهم الصغيرة فيها لكنهم يواجهون صعوبات كبيرة أبرزها سوء الواقع المعيشي للسكان ونقص الخدمات.