رندة يوسف.. المعلمة التي قاومت السرطان بالعمل
رندة يوسف.. لم تستسلم حتى حين شعرت باقتراب الموت منها
سناك سوري – عبد العظيم عبد الله
حملت المعلمة “رندة يوسف” آلام علاجها الكيماوي الذي خضعت له في أحد مشافي العاصمة “دمشق”، واتجهت لمدينتها “الحسكة” حيث تعمل مديرة لمدرسة “إدوار ياسين” للتعليم الأساسي الحلقة الأولى، لتكمل دوامها وعملها بعد 72 ساعة من أخذ أولى جرعات علاجها من سرطان الثدي.
لم تستلم “يوسف” لسرطان الثدي، الذي أصابها عام 2013، تقول وتضيف لـ”سناك سوري”: «حتى في تلك الحظات التي كنت أشعر فيها بأن الموت يقترب مني، وبالرغم من ظروف التنقل الصعبة التي كانت قائمة تلك الفترة على الطريق بين “دمشق” و “الحسكة” لم أكن أريد الانكسار والانهزام أمام المرض».
فترة العلاج الأولى من المرض استمرت ثلاث سنوات حسب “يوسف” حيث قيل لها أنها شفيت منه، لكن الصدمة الكبيرة كانت بعودته إليها في العام 2016 بآلام أكثر صعوبة حيث اضطرت لأخذ 8 جرعات كيمياوية أخرى و30 جلسة أشعة خلال عام واحد، وتضيف: «في تلك الفترة لم أكن قادرة على التحرك خطوة واحدة لكن مع ذلك بقيت على تواصل مع زملائي بالمدرسة، الذين زاروني في المنزل بشكل مستمر طيلة ذلك العام وأخبروني بتفاصيل العمل المدرسي اليومي الذي كنا نتشارك به ولو عن بعد أحيانا، وقد كان هذا عزاءا كبيرا بالنسبة لي وتعويضاً عن الآلام التي جعلتني طريحة الفراش».
في بداية العام 2017 عاد الأمل ليسكن روح المعلمة فالصور الشعاعية والتحاليل المخبرية أكدت نهاية مرض السرطان بالنسبة لها، وهنا عادت مجدداً للعمل المدرسي بقوة ونشاط تتابع أمور مدرستها وتنجز مع زملائها المدرسين والطلاب بعض الأعمال الزراعية في حديقة المدرسة كزراعة الأشجار المثمرة والورود، «كما ننفذ معاً نشاطات مفيدة كإزالة الكتابات عن الجدران والأبواب وصيانة الأبواب والمقاعد كما نشارك نحن الكادر المدرسي كاملاً يوم العطلة أعمال النظافة والتعقيم في ظل كورونا اليوم».
اقرأ أيضاً: “نورا”.. المرأة التي قهرت سرطان الثدي!
يتشارك الكادر المدرسي كذلك، في المدرسة التي تديرها “يوسف” والتي تضم 1237 تلميذاً و85 معلمة ومعلماً، المناسبات والاحتفالات، ومنها عيدي الأم والمعلم ، من خلال احتفالات وأنشطة صغيرة، تقول وتضيف: «أعلّم وأشجع تلاميذي لإنجازهم مشاريع صغيرة، وأسعى لجعل المدرسة ساحة من الخضار والجمال، وقد حصلت على ثناء من وزير التربية وآخر من مديرية تربية “الحسكة” كتقدير لي على أعمالي في المدرسة وهما بالنسبة لي أغلى تتويج لجهدي في مدرستي».
تقول “روشن خضر” مديرة مدرسة “العذراء” بالحسكة، وإحدى زميلات المعلمة “يوسف” في حديثها مع سناك سوري أن زميلتها كانت على تواصل مع الجميع خلال فترة مرضها وتحاول أن تحقق التميز للمدرسة التي تدريرها من خلال ابتكار أفكار تنموية وتجميلية تتشارك فيها مع طلابها والمدرسين أيضاً، ولو عن بعد.
“رندة يوسف” من أهالي مدينة الحسكة ولدت عام 1963 تخرجت من معهد إعداد المعلمين عام 1993، شاركت في القفز المظلي وهي طالبة عام 1981، نالت ثناء من مديرية التربية نتيجة تميزها كمعلمة وناشطة فعّالة في المعارض الفنية، شاركت مع عدد من منتخبات محافظة الحسكة بلعبة كرة الطائرة وحققت معهم نتائج متميزة على مستوى القطر.
اقرأ أيضاً:السعدي والصليل … شابان سوريان واجها السرطان وشفيا منه يرويان تجربتهما