الرئيسيةحكي شارع

رمضان الرقة: حرية في الصوم .. ومشاهدة التلفاز بعد غياب أربع سنوات

أهالي الرقة يتنفسون الحرية رغم الدمار والخدمات الأساسية الغائبة

سناك سوري – الرقة

بعد أربع سنوات من الصوم الإجباري، ورغم الدمار الذي يغلب على أطول مشهد يمكن أن يراه المرء في مدينة “الرقة” المحررة من قبضة “داعش”، يحاول آلاف الرقاويين العودة إلى طقوسهم القديمة في شهر رمضان رغم استحالة المقارنة بين الأمس واليوم.
فالخوف من العقاب القاسي، والصوم الإجباري الخالي من الإيمان لإرضاء “حسبة داعش” الذين كانوا يعتدون على الناس ويضعونهم في أقفاص حديدية وسط الساحات الكبرى لكي يكونوا عبرة لغيرهم قد انتهى، ولكن ذلك لم يمنع عنهم الشعور بالفقر والحاجة بعد أن سلبوا كل ممتلكاتهم، وبات بعضهم لاجئ في مدينته.
يقول “أحمد الحسين” لصحيفة “الشرق الأوسط”، وهو الذي عايش فترة سبي “داعش” للمدينة العريقة: «اليوم، بات السكان أحراراً في خياراتهم، وسنتمكن من متابعة مسلسلات رمضان على التلفزيون بعدما كان التنظيم يمنعنا حتى من وضع أطباق استقبال الإرسال التلفزيوني. كنا مشتاقين إلى طقوس شهر رمضان ومشاهدة التلفاز.. لم نشاهد المسلسلات لأربع سنوات».واللافت في “رمضان الرقة” الأريحية في الصوم أو عدمه، فالمطاعم والأفران تعمل باكراً وتبيع زبائنها الصائمين وغير الصائمين الذين قرروا عدم الصوم لسبب متعلق بهم دون أن يحرجهم أو يجبرهم أحد، حيث ينهمك موظفو مطعم في تقطيع اللحم وشيّه ولف الساندويشات، وتحضير الوجبات لزبائن قلائل يشربون العصير وينتظرون الغذاء.

ويقول “دخيل الفرج” صاحب مطعم لنفس الصحيفة: «في زمن “داعش” كان ممنوعاً علينا فتح المطعم إلا قبل موعد الإفطار بساعتين. فشرطة “داعش”، كانت تلقي القبض على كل من تراه يأكل. لكننا اليوم نستقبل الزبائن منذ الساعة العاشرة صباحاً، لأن الناس أحرار، مَن يريد أن يصوم فهو حر، ومن يفطر فهو حر».

اقرأ أيضاً أنباء عن تسليم “الرقة” لفصيل “جيش الإسلام” المدعوم سعودياً

يشعر الناس رغم كل المآسي التي يعانون منها أنهم استيقظوا من كابوس قوضّ حياتهم لأربعة سنوات كاملة، ورغم أن غالبيتهم يعيشون في بيوت غير بيوتهم، إلا أنهم ينعمون بالحرية رغم النقص الكبير في الخدمات من مياه وكهرباء، ومن غياب فرص العمل.
في “فرن الأندلس” الشهير الذي دُمِّر مرات عدة، ينهمك عامل في صناعة العجين تحضيراً لكعك “المعروك” الشهير، قبل وضعه في الفرن، بينما يتجول صاحبه بعباءته البيضاء بين العمال مشرفاً على سير العمل، وهو الذي عانى من بطش تنظيم “داعش” في شهر رمضان العام الماضي، إذ سُجن ثلاثة أيام وتلقى 40 جلدة، وأُغلق محله 15 يوماً، والسبب ببساطة أنه بعد إجبارهم على مغادرة المحل من أجل أداء الصلاة، بقي طفل صغير مختبئاً في الفرن، بحسب الصحيفة.
الغلاء الفاحش، والتحكم بالناس، وقضايا أخرى معقدة تتعلق بالتجنيد، وإعادة الإعمار، والمفقودين والمدفونيين في مقابر جماعية، لا تمنع ما يقارب 130 ألف عائد إلى “الرقة” من التفكير بالحرية.
وكانت “قوات سوريا الديمقراطية” طردت “داعش” من المدينة في “تشرين الأول” 2017، بمساندة طيران “التحالف الدولي” الذي خلف وراءه كل هذا الدمار.

اقرأ أيضاً بعد توقف 4 سنوات.. مساعدات الأمم المتحدة تصل “الرقة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى