الرئيسيةسناك ساخن

اعتقال القيادي في جيش الإسلام “اسلام علوش” بتهمة ارتكاب جرائم حرب

مازن درويش: العدالة لا يجوز أن تكون انتقائية

سناك سوري-متابعات

اعتقلت السلطات الفرنسية “إسلام علوش”، الناطق الرسمي السابق باسم فصيل “جيش الإسلام”، الأسبوع الفائت، لتوجه له محكمة “باريس” يوم أمس الجمعة اتهامات بارتكاب جرائم حرب وتعذيب وإخفاء قسري بحق المدنيين، إبان سيطرة الفصيل على مدينة “دوما” في الغوطة الشرقية بريف “دمشق”، بين عامي 2013 وحتى 2018.

فصيل “جيش الإسلام” سبق له أن قام باختطاف مئات المدنيين من عدرا العمالية التي اجتاحها عام 2015، ومن ثم وضع المختطفين في أقفاص وجعل هذه الأقفاص في ساحات المدينة في انتهاك سافر لحقوق الإنسان، كما أنه مسؤول عن مئات الضحايا تحت التعذيب في سجن التوبة بتهمة “تأييد الحكومة السورية”، أو إعدام عسكرين كان قد أسرهم أثناء المعارك وهو أيضاً انتهاك لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية الناظمة لقواعد الحروب، لكن كل هذه الجرائم لم تحظ بالاهتمام الإعلامي.
الجريمة الأكثر اهتماماً إعلامياً التي اتهم بها جيش الإسلام هي اتهامه باختطاف مجموعة من نشطاء المعارضة، وهم المحامية الناشطة في مجال حقوق الإنسان “رزان زيتونة” و”وائل الحمادة” الذي كان أحد مؤسسي لجان التنسيق المحلية، بالإضافة إلى الناشطة السياسية “سميرة الخليل” ومحامي حقوق الإنسان “ناظم الحمادي”، وذلك عام 2013، وحتى مع خروج الفصيل من المدينة عام 2018 لم يظهر أي من المختطفين بعد، ما طرح تساؤلات كثيرة حول مصيرهم.

اقرأ أيضاً: أهالي المختطفين لدى جيش الإسلام يبحثون عن أجوبة

منظمات حقوق الإنسان السورية المقربة من المعارضة قدمت عدد من الشكاوى ضد “جيش الإسلام” على ما قالت إنه جرائم ارتكبها بحق المدنيين إبان سيطرته على “دوما”، وذلك بتاريخ 26 حزيران من العام 2019 الفائت، ليتم بعدها بحسب المركز السوري للإعلام وحرية التعبير اعتقال “علوش” في “مرسيليا” الأسبوع الفائت.

المركز قال إن عناصر الفصيل الذين تجاوز عددهم الـ20 ألف مقاتل «قادوا عهداً من الرعب في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، بشكل أساسي في الغوطة الشرقية».

“علوش” كان متورطاً في التجنيد القسري للأطفال في صفوف الفصائل المسلحة، وفق المعلومات التي جمعتها منظمات “SCM و FIDH و LDH”، والتي وثقت أيضاً عدداً من الانتهاكات التي قام بها فصيل “جيش الإسلام”، وتضمنت أيضاً: «الإعدام بدون محاكمة والخطف والتعذيب الممنهج ضد الرجال والنساء والأطفال. استهدفت المجموعة (جيش الإسلام) الأشخاص المشتبه تواطؤهم مع النظام وكذلك المدنيين العاديين، المتهمين بعدم تطبيق الشريعة التي تفرضها المجموعة بشكلٍ صارم، أو لأنهم ينتمون إلى أقليات دينية»، لتأتي الشكوى ضد “علوش” بعد 3 سنوات من تقديم هذه الوثائق.

اقرأ أيضاً: أهالي “دوما” يقتحمون مستودعات جيش الإسلام المليئة بالأغذية (فيديو)

“ميشيل توبيانا”، المحامي والرئيس الفخري للـ LDH و”باتريك بودوين”، المحامي والرئيس الفخري للـ FIDH، أكدوا أن التعاون فيما بينهم أدى لإصدار القضاة الفرنسيين قرارهم، وقال “توبيانا” إنه باعتقال “علوش” تم فتح فصل جديد في محاكمة الجرائم الدولية المرتكبة في “سوريا”، منذ بدء الصراع فيها عام 2011، في حين قالت “كليمونس بيكتارت” المحامية ومنسقة مجموعة عمل التقاضي التابعة لـ FIDH، إن هذا التحقيق «سوف يلقي ضوءاً جديداً على الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبها جيش الإسلام، وكذلك حول اختفاء المحامية البارزة وناشطة حقوق الإنسان رزان زيتونة وزوجها وائل حمادة وزميليهما».

مدير ومؤسس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير المعارض “مازن درويش”، قال إن هناك مئات آلاف الأشخاص الذين خسروا حياتهم في سوريا، وكذلك ملايين الضحايا، ولا يجوز أن يكون هناك عدالة مجتزأة وانتقائية وذات دوافع سياسية، على حد تعبيره.

اقرأ أيضاً: مذكرة توقيف بحق اللواء “جميل حسن”!

مكافحة الإفلات من العقاب وفق “درويش”، يجب أن تستهدف «جميع الأطراف المذنبين بارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، وهذا هو الضمان الوحيد لإحلال سلام دائم في سوريا».

وكان أهالي المختطفين من مدنيين وعسكريين، قد منيوا بخيبة كبيرة شهر نيسان من العام 2018 إبان خروج الفصيل من “دوما”، دون أن يعرفوا شيئاً عن مصير أبنائهم الذين كانوا متواجدين بما يسمى “سجن التوبة” التابع للفصيل.
يذكر أن منظمات حقوقية كانت قد رفعت أيضاً دعاوى على مسؤولين في الحكومة السورية وتحديداً الأحهزة الأمنية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وسبق أن اعتقل ضابط أمن منشق في ألمانيا بتهمة التعذيب في فرع الخطيب بالعاصمة دمشق.

اقرأ ايضاً: ألمانيا تعتقل ضابط أمن سوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى