إقرأ أيضاالرئيسية

دمشق تفتقد صباحها الهادئ … وجوه حزينة وشوارع خالية

ربما أطول ثوانٍ يعيشها سكان العاصمة اليوم هي ثواني الانتظار قبل رد المتصل به عليهم
سناك سوري – نجيب الشوفي

انتظرت مطولاً اليوم أن تساعدني شبكة الاتصالات على الوصول لأحد الأصدقاء، بعد أن جائني اتصالٌ هاتفي مفاده أنه مفقود ولا أحد يعرف عنه شيئاً قبل أن نتمكن من التواصل معه لاحقاً ونطمئن عليه، ربما أطول ثوانٍ يعيشها سكان العاصمة اليوم هي ثواني الانتظار قبل رد المتصل به عليهم.

لقد استفاقت الكثير من العائلات القاطنة في دمشق وغوطتها اليوم على وقع موت طال أحد المقربين منهم يوم أمس، وبعض العائلات لم تستفق حتى وقضت بسقوط منازلها عليها أو قضت بشظايا الهاون.

صباح اليوم بدت أحياء وشوارع العاصمة دمشق تعيش قلقاً ممتزجاً بالانتظار وربما لأول مرة منذ سنواتٍ طويلة خلال الحرب، وجوه المارة تمر مسرعة باتجاه المنازل وتبتعد عن الأماكن المفتوحة فالشظايا قد تكون جزءاً من جسدك في أي لحظة.

اقرأ أيضاً: أهالي “دمشق” وغوطتها متخوفون من أيام سوداء وغارات وهاون أعمى!

فيما خلت شوارع ومنازل الغوطة الشرقية من سكانها ولم يسمع فيها غير أصوات سيارات الإسعاف ليلاً ونهاراً، وتجمع مدنيوها في الطوابق السفلية والأقبية خوفاً من تعرضهم للقصف المكثف وربما لم يناموا طوال الليل، كما قطعت الاتصالات داخلها بشكل شبه كامل.

بينما شهدت معظم أسواق دمشق انخفاضاً كبيراً في عدد زوارها، وخلت أسواق أخرى في دمشق القديمة من مارتها وحتى من أصحاب المحال الذين قرروا اتخاذ عطلة اليوم، فيما فقدت مظاهر الحياة بشكل كامل في مدن وبلدات الغوطة.

وأغلق الخوف مدارس عديدة في مناطق دمشق وضواحيها بسبب قذائف الهاون التي حصدت الكثير من الضحايا خلال الأيام القليلة الماضية، في الوقت ذاته مازالت العملية التعليمية متوقفة في الغوطة الشرقية.

يأتي كل ماسبق بعد أن شهدت مناطق “الغوطة الشرقية” في ريف دمشق والتي تسيطر عليها فصائل مسلحة وكتائب إسلامية معارضة خلال الساعات الماضية غارات جوية وقصفاً مكثفاً غير مسبوق ما أسفر عن وقوع ضحايا وجرحى من المدنيين.

وفي الوقت ذاته شهدت أيضاً أحياء من العاصمة دمشق التي تسيطر عليها الحكومة السورية استهدافاً بعشرات قذائف الهاون ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا والجرحى من المدنيين.

اقرأ أيضاً: تصعيد عسكري في الغوطة وقذائف بالجملة على العاصمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى