الرئيسيةيوميات مواطن

“حلب” بين مونديالي “روسيا” و”البرازيل” تستعيد بعضاً من نكهة كرة القدم

“حلب” تستحضر مونديال 2010 ما قبل الحرب وتغلق الباب على مونديال 2014 حين كان يعني مونديال الحرب والعطش بالنسبة لأهلها!

سناك سوري – محمد العمر

منذ التسعينيات شاعت في حلب و في الكثير من المدن السورية عادة رفع أعلام المنتخبات العالمية في فترة المونديال و كل شرفة أو نافذة تعبّر عن شغف المشجع الذي يسكن خلفها و كان مونديال ٢٠١٠ آخر مونديال لرفع الأعلام.

عام ٢٠١٤ جاء مونديال البرازيل على غفلة من حربنا . كان المونديال الأول بعد بداية الحرب، بحفل افتتاحه الضخم الشهير ذكّرنا المونديال بأن العالم في الخارج لا زال مستمراً . الشعوب تغني و تعمل و تتطور و تلعب كرة القدم و ها هم في المونديال ! بينما نحن في حجرة ضيقة اسمها الحرب !

اختفت الأعلام من الشرفات ، تحوّلت الدول التي كان الناس يشجعون منتخباتها إلى أطراف في حربنا و ظهرت أعلام أخرى . ففي الشرقية يرفرف علم أحرار الشام و لواء التوحيد و حزب التحرير و جبهة النصرة بدل الأرجنتين و ألمانيا و البرازيل و في الغربية رغم سيطرة العلم السوري إلا أن أعلام حزب الله و لواء فاطميون ظهرت على السيارات بدلا من أعلام إيطاليا و إسبانيا و هولندا مثلاً !

اقرأ أيضاً: المونديال أعاد الهوائي إلى منازل السوريين.. و”نعمان” يشكر نعمة “كرة القدم”

في حلب كان مونديال ٢٠١٤ هامشياً كان مونديال العطش طاغياً ففي تلك الفترة من الصيف قرر حكام الشرقية قطع المياه عن أهل الغربية بحجة موالاتهم للنظام ! لذا فإن همَّ المواطن الحلبي بتأمين الماء لمنزله سيمنعه من رفاهية المونديال ! و من أصرّ على المقاومة و متابعة شغفه بالكرة عانى من الكهرباء التي كادت لتكون معدومة في حلب ٢٠١٤ !

مونديال بلا ماء ولا كهرباء ! كان هامشياً في زحمة هموم الحرب اليومية في حلب و مرّ عابراً لننساه و نعود لحجرتنا الضيقة التي تدعى .. حرب .

المونديال الحالي في حلب يأتي ليبدو كتعبير واضح عن استعادة الحيوية في المدينة التي خرجت بمعظمها من الحرب وبدأت استعادة نفسها و عاداتها إضافة إلى مشاركة أربع منتخبات عربية زادت من اهتمام الناس بالمونديال .

الوضع الخدمي تحسّن . مع انتظام ضخ المياه و تحسّن واضح في وضع الكهرباء التي أصبحت منتظمة و شبه دائمة و توافر الأمان في معظم أحياء حلب تعود الحياة إلى طبيعتها و يعود الناس إلى عاداتهم إلا أن الأعلام لم تظهر على الشرفات !

لكن مشهد المقاهي تغص بالمشجعين في مبارايات منتخباتهم يبعث على الأمل بمقدرة حلب على العودة إلى حياتها ما قبل الحرب.

و كما في مونديال ٢٠١٠ الأخير قبل الحرب ظهرت هذا العام الشاشات العملاقة التي توزعت في الساحات الكبرى في حلب و الجمهور المتعطش لمتعة تنسيه معاناة الحرب عاد لشغف الكرة و متعتها متناسياً خلال ٩٠ دقيقة هموم الحياة اليومية .

اقرأ أيضاً: في المونديال كما الحرب هناك محايدون أيضاً!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى