إقرأ أيضاالرئيسية

“حسن حاجي”: يبدد وحدته بالموسيقى التي تجمُع الناس حوله

“حاجي” يرسم على وجوه الناس البسمة التي حرم منها

سناك سوري – الحسكة

متنقلاً بين المدن والبلدات في محافظة “الحسكة” يقضي الشاب “حسن حاجي” ذو الـ 33 عاماً حياته يعزف ويغني محاولاً بث الفرح في نفوس مستمعيه ليكسب رزقه من المصدر الوحيد الذي لم تمنحه الحياة سواه منذ ولادته.

“حاجي” شاب وجد نفسه منذ الولادة بلا عائلة لكنه أراد أن يجعل لنفسه عائلة يستمد منها ويمدها بالفرح، يقول في حديثه مع سناك سوري:«خُلقت ولم أجد منزلاً  ولا عائلة تضمني بعطفها وحنانها فقد أمضيت سنوات عمري في الحدائق، وبمبادرة خاصة من الأهالي اشتروا لي آلة البزق التي أعزف عليها وصار لي من بعدها الكثير من الأصدقاء الذين يجتمعون حولي في الحدائق والأماكن العامة ليستمعوا للعزف والغناء الذي أقدمه باللغتين العربية والكردية».

يحاول “حاجي” وبالرغم من كل حزنه ووحدته أن يُدخل الفرح ويبعد الملل عن حياة الآخرين فتراه يقدم أفكاره وعزفه بطريقة كوميدية تمنح مستمعيه المتعة وخاصة الأطفال منهم الذين يرغبون بما يقدمه بشكل كبير.

وفي كل الأماكن التي يزورها يقدم الشاب أغانيه ذات الطابع التراثي حيث يقول لـ سناك سوري:«حريص على تقديم الغناء التراثي وجذب المواطنين للأماكن الخالية في السوق حتى تدب فيها الحركة فبمجرد أن أبدأ العزف يتجمهر حولي الناس يضحكون ويبتسمون فيمتلىء المكان بالفرح»، مؤكداً أن مثل هذه اللحظات تمثل قمة السعادة له بالرغم من كل معاناته فهو يرى نفسه صاحب شعبية كبيرة لايملكها أكثر أغنياء المدينة ثراء.

“حاجي” يمثل حالة من مئات حالات السوريين الذين يجدون أنفسهم اليوم في ظل ظروف الحرب بلا مأوى ولاعمل وعلى الرغم من سكنه في حديقة عامة عمراً كاملاً  فهو لا يعادي المجتمع الذي يعيش فيه وعلى العكس تماماً فإنه يرسم على وجوه الناس البسمة التي حرم منها.

اقرأ أيضاً : “نسيب عزقول” يطوع الفولاذ بالحرق والطرق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى