الرئيسيةيوميات مواطن

“العبور غير الشرعي” ذنب السوريين الذي لا تغفره حقوق الإنسان!

بانتظار قرار الترحيل سوريون يعانون الجوع والعطش.. “إكرام” انتظرت ليومين مع طفلها تحت حر الشمس عند نقطة المصنع

سناك سوري-رهان حبيب

«يمكن لو أننا أغنام كانوا راعونا أكتر من هيك»، تقولها “إكرام” الأم السورية اللاجئة التي اضطرت لافتراش الأرض على الحدود السورية اللبنانية في محاولة منها لاحتضان ابنها بمنديلها علّها تخفف عنه بعض غبار الطريق وتقيه حرارة الشمس التي طبعت على وجنتيهما آثارها، خلال ساعات الانتظار الطويلة التي أمضياها بانتظار ترحيلهم عبر المعبر الحدودي من “لبنان” إلى “سوريا”.

في نقطة “المصنع” تجد الكثير من السوريين الذين يفترشون الأرض نساء وشباب وأطفال ممن هجرتهم الحرب وجعلتهم لاجئين في ديار الأشقاء، حيث يتم احتجازهم لحين صدور قرار الترحيل ومنهم “إكرام” التي تحدثت لـ”سناك سوري” فقالت: «تم احتجازنا تحت أشعة الشمس الحارقة لمدة يومين دون مراعاة حالاتنا الإنسانية التي تفرض بأضعف الإيمان أن يكون الاحتجاز في مبنى أو تحت مظلة»، تتنهد بألم وحرقة وتضيف: «كما لو أننا أغنام، راعوا فينا الله بس شوي رأفة بحالنا».

يجد العنصر المكلف بمتابعتهم في حديث غير رسمي لـ”سناك سوري” تبريره الخاص للوضع الذي يتم فيه احتجاز السوريين فهم برأيه مخالفون للقانون كونهم دخلوا الأراضي اللبنانية بطرق غير نظامية خلال سنوات الحرب، وهو يتجاهل الظروف التي دفعتهم للهروب من مناطقهم بحثا عن الأمان وهرباً من خطر المعارك.

ذنب العبور غير الشرعي الذي اقترفه السوريون الخائفون الباحثون عن الأمان في “لبنان” البلد الأقرب إليهم تضاعفت عقوبته تبعا لزيادة القوانين الجائرة، في حين أن تلك القوانين لم تردع المتسللين، والذين ازدادت أعدادهم بالاعتماد على المعابر الجبلية غير الرسمية، وهو أمر يساعدهم  على الحد من تعقيد عمليات الدخول إلى “لبنان”، مما انعكس على اللاجئين بشكل سلبي.

على معبر “المصنع” تتكرر في كل يوم قصص معاناة السوريين، القائمون عليه لا يلتزمون بالمواثيق والاتفاقات الدولية التي تحدد طريقة التعامل مع اللاجئين وطرق الترحيل المتبعة في العالم، فربما كان أكثر مايحتاجه أولئك وجبة طعام أو شربة ماء، ومع ذلك لا يجدون أي منهما.

المفوضية العليا للاجئين سبق وقالت أن عدد اللاجئين السوريين في “لبنان” وصل إلى 980 ألف، وقد صنفوا باللاجئين الأفقر والأسوأ حالا بحسب التقرير الرسمي للمفوضية الصادر نهاية العام 2017 ويعيشون ضمن ظروف إنسانية وأمنية صعبة.

وبدأت مؤخراً القوى الدولية تتحرك بشكل جدي من أجل إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، خصوصاً المتواجدين في “لبنان” نظراً للظروف المآساوية التي يعيشونها من جهة، ولرغبة الحكومة اللبنانية إعادتهم إلى بلادهم بأي ثمن من جهة أخرى.

يذكر أن هناك مساعي حثيثة هذه الأيام لإعادة اللاجئين السوريين من لبنان، إلا أنها لا تترافق مع عمليات التحفيز اللازمة لتشجيعهم على العودة ولا مع تقديم التطمينات التي تؤكد لهم أنه لا ينتظرهم حياة مشابهة للتي يعيشونها في لبنان.

اقرأ أيضاً: الدفعة الثالثة من اللاجئين السوريين في “لبنان” عادت إلى “القلمون”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى