توقع الزلزال وتوفيّ قبل حدوثه.. من هو العالم السوري معاوية برزنجي؟
الراحل معاوية برزنجي كان قد قدّم العديد من المقترحات لتخفيف أثر الزلزال
رحل العالم في علوم الأرض “معاوية برزنجي” عن عالمنا العام الفائت، خلال وجوده في الولايات المتحدة الأميركية. والذي اشتهر بمجال الدراسات الزلزالية، وسبق أن تنبأ بقرب حدوث زلزال كبير في بلاد الشام وفق ما نُقل عنه خلال محاضرة سابقة له في “دمشق”.
سناك سوري-دمشق
“يرزنجي” الذي كان رئيس قسم علم المحيطات في جامعة كورونيل الأميركية، وشغل منصب رئيس مشروع رصد الزلازل للشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كان قد حذر بداية ثمانينيات القرن الفائت من زلزال قادم سيكون ضرره بالغاً. خلال محاضرة له في دمشق، مطالباً خلالها بإنشاء صندوق وطني لإغاثة منكوبي الزلزال المتوقع القادم.
للأسف رحل “برزنجي” عن الحياة قبل إنشاء الصندوق، ولحسن حظه رحل قبل أن يشاهد صدق توقعاته المبنية على أسس علمية. بحدوث الزلزال فجر ليلة 6 شباط الفائت، والذي أودى بحياة الآلاف في “سوريا”.
اقرأ أيضاً: طلاب مدرسة في اسطامو بلا تعليم منذ ليلة الزلزال
ولد الدكتور “معاوية برزنجي” عام 1941، درس في “دمشق”، وحصل من جامعتها على شهادة جامعية في الفيزياء وعلوم الأرض عام 1965. ثم غادر إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراسته، وحصل على منحة في جامعة كولومبيا. لينتقل لاحقاً إلى جامعة كورونيل والتي وصل فيها إلى مرتبة البروفيسور.
العالم السوري الراحل، ساهم بإنشاء المركز الوطني للزلازل في “سوريا”. إضافة لعمله المستمر في دراسة عمق القشرة الأرضية تحت سوريا مستخدماً التسجيلات الانكسارية المتواجدة لدى وزارة النفط.
ورغم اغترابه عن بلده، إلا أن علاقة “برزنجي” لم تنقطع عن “سوريا”، التي كان يزورها بشكل دائم سواء للمشاركة في الأبحاث أو للزيارات. ففي عام 2009، شارك مع 50 باحثاً وباحثة من العرب والأجانب، في ورشة عمل حول دراسة التكتونيك وتقييم النشاط الزلزالي في المنطقة.
وقال “برزنجي” في الورشة التي افتتحها وزير النفط الأسبق حينها “سفيان العلاو”، إن هناك العديد من الإجراءات لتخفيف الخطر الزلزالي. واقترح دراسة الوضع الجيولوجي لمحافظة “دمشق”، وإنشاء شبكات وطنية لتحديد المخاطر الزلزالية إضافة إلى ضرورة إقامة منشآت ومباني قوية متينة قادرة على تحمل الزلازل.
إذاً لم تخلُ سوريا من العلماء والأكاديميين الذين لم يوفروا فرصة للتحذير وتقديم المقترحات، فيما يخص مختلف مناحي الحياة فيها. مثل الزلازل وغيرها، ولكن للأسف لا يبدو أنه قد تم إيلاء تلك المقترحات الدرجة الكافية من الأهمية لتنفيذها والعبور بالبلاد وأهلها إلى بر الأمان.