
شهدت مدينة “القرداحة” في اللاذقية لأول مرة منذ سقوط النظام توتراً أمنياً كبيراً، مساء أمس الأربعاء سرعان ما تطوّر إلى مسيرات في مدينتي اللاذقية وجبلة، واحدة منها كانت تهتف بهتافات التعايش والسلم الأهلي باللاذقية، والأخرى حملت شتائم طائفية وكادت تؤدي إلى كارثة لولا تدخل العقلاء والأمن العام.
سناك سوري-خاص
وقال الناشط “رفعت اسماعيل حسن” وهو من أهالي المدينة، في بث مباشر، إن القصة بدأت حين حضرت 6 سيارات من الأمن إلى منزل فارغ يريدون الجلوس فيه، لكن أصحابه رفضوا فتجمع الجيران وانتهت القصة، وأضاف: «بعد 5 دقايق “اجا الموجود عنا” وأخرج اثنين من أصحاب المنزل إلى أمام البناء، ثم اعتدى عليهما بالضرب وأطلق النار على رجل أحدهما».
وهنا بحسب الناشط توجه الأهالي في مظاهرة إلى المخفر، وكادت أن تحل المشكلة لولا عودة العناصر إياهم، الذين بدأوا بإطلاق النيران على المتظاهرين، ما أدى لإصابة 8 مدنيين بحسب الناشط.
حسن: لسنا فلول ولا معنا سلاح، ولا واحد فينا معو شي بيجرح
ناشط: لسنا فلول نظام
وأبدى الناشط استغراباً من وصفهم بفلول النظام، وقال: «لسنا فلول ولا معنا سلاح، ولا واحد فينا معو شي بيجرح»، مشيراً أنه «منذ تغيّر المسؤول الأمني القديم، وأتى آخر جديد ازداد الضغط علينا، حيث أقاموا 4 حواجز و5 نقاط بين الأهالي لدرجة أن أحداً لم يعد يخرج من بيته».
وأكد أنه منذ 3 أشهر (منذ سقوط النظام) وأهالي القرداحة متعاونون مع الأمن ولم تحدث أي مشكلة، محملاً المسؤولية بالكامل على المسؤول الأمني الجديد في القرداحة.
في غضون ذلك تداول ناشطون فيديو ظهر فيه شيخ، قال إن وجهاء وأعيان ومشايخ القرداحة يستنكرون قيام بعض الغرباء عن القرداحة، باستغلال الثغرات بين الأهالي والسلطة القائمة بقصد زعزعة حالة الأمن والاستقرار بعد التحرير، وأضاف أنهم يؤيدون أي إجراء تقوم به السلطة الحاكمة لحفظ الأمن والأمان والأرواح بالتوافق بينها وبين الوجهاء.
بدوره قال مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية، المقدم “مصطفى كنيفاتي”، «في إطار جهودنا المستمرة لضبط أمن المنطقة وحفظ سلامة وممتلكات الأهالي في محافظة اللاذقية، قامت وحداتنا الأمنية بنصب حاجز في منطقة القرداحة، إلا أن مجموعات متضررة من فرض الأمن حاولت منع الحاجز والاعتداء عليه، وإثارة الفوضى والتهجم على مخفر المدينة».
وحظي المنشور الذي نشرته صفحة المحافظة الرسمية بالفيسبوك، بالكثير من الانتقادات، واعتبر كثير من المعلقين أن السلطة تعيد تكرار التبريرات ذاتها التي كانت تستخدمها وسائل إعلام ومسؤولي النظام المخلوع، مطالبين محافظة اللاذقية بضبط الأمن والأمان وحماية الناس وممتلكاتهم.
في السياق ذاته وبالتزامن مع التوترات الي شهدتها القرداحة، خرجت مظاهرتان الأولى في ساحة “الشيخ ضاهر” بمدينة اللاذقية، هتف المشاركون فيه بعبارات لتعزيز السلم الأهلي، في حين شهدت مدينة جبلة مظاهرة بشتائم طائفية، كادت أن تتطور إلى كارثة لولا تدخل العقلاء وقوات الأمن الذين تدخلوا لفض المظاهرة والخلاف.
يذكر أن التوترات الأمنية ماتزال مستمرة في عدة مناطق سورية، ويرى كثير من الخبراء أنه من الضروري وجود عناصر شرطة مدنية وإشراك المجتمعات المحلية فيها، بالتوازي مع تعرض كل من يزعزع السلم الاهلي للمساءلة القانونية العاجلة وتقديمه للقضاء المختص أصولاً.