تقليد وطني..سوريا مريضة منذ 13 عاماً والهدية واجب على زوارها
وفودٌ رايحة جاي واليد فاضية.. نريد هدايا ثمينة بدون أن نقدم ضيافة: مرفأ أو معمل سماد

لسنواتٍ طويلة، لم يأمل المواطن السوري خيراً من الوفود القليلة التي كانت تشرفنا بزياراتها الرسمية، تلك القادمة من أبخازيا، أو المدعومة من موسكو وطهران. فالكرم لم يكن يوماً من شيم تلك الوفود، التي كانت تأخذ أكثر مما تعطي، تاركةً وراءها الفقر والدمار، وربما بعض التصريحات عن “صمود الشعب السوري” كتعويض معنوي.
سناك سوري-خاص
لكن، وكما يُقال، “دوام الحال من المحال”، فها هي دمشق اليوم تستقبل وفوداً من فئة “الهوامير”، وفود ليست بحاجة لتعريف، لأن مجرد أسماء بلدانها تجعل العيون تلمع، والجيوب تأمل، والأيادي تمتد بحرارة. ببساطة، هؤلاء ليسوا كوفود الأمس، و”مو حلوة جايين وإيدن فاضية!”.
إذا كان المريض بحالة خطيرة… فلا تأتِ إلا محمّلاً بالهدايا!
نحن في سوريا لدينا تقليد جميل: عندما يخضع أحدهم لعملية جراحية، نزوره حاملين هدية، كنوعٍ من المواساة والمجاملة. واليوم، سوريا ليست مجرد مريضة، إنها منهكة بعد 14 عاماً من العمليات العسكرية والسياسية والاقتصادية، ولم يعد لديها كهرباء أو مازوت أو بنزين أو حتى “فرنكات” في جيوب مواطنيها. لذا، أيها الضيوف الكرام، عند زيارتكم، تذكروا أن قواعد اللياقة تحتم عليكم إحضار شيء ملموس: “كيليين مازوت، على بيدون غاز، وفيول زيادة لزوم الضيافة”.
تاريخنا مع الوفود البخيلة… لا نريد تكراره!
يجب على الزائرين الجدد أن يعوا نقطة مهمة جداً: السوريون، على المستوى الشعبي، لم يحبوا يوماً الوفود الإيرانية أو الروسية، ليس بدافع الأيديولوجيا فقط، بل لأنهم ببساطة كانوا بخيلين. هؤلاء لم يأتوا يوماً لدعم سوريا، بل لنهبها (ومابدنا نعيد الكرّة يرضايي عليكم)، وكانت ضيافتهم تُدفع من حساب الوطن الذي خسر لأجلهم مرافئ، ومطارات، ومعامل أسمدة، مقابل أسلحة استُخدمت لمفاقمة الدمار أكثر من تحسين الوضع.