تجاهل رسمي لإقرار خطة زراعة القطن .. ودراسة تكاليفه غائبة منذ 5 سنوات
الزراعة تتذرع بنقص المياه .. والفلاحون يعلنون تحمّلهم مسؤولية الري
تواصل وزارة الزراعة لأسباب غير واضحة تجاهل زراعة “القطن” على الرغم من أهميته كأحد المحاصيل الاستراتيجية في “سوريا”.
سناك سوري _ متابعات
ولم تطلب الوزارة منذ خمس سنوات من دوائر الإحصاء والتخطيط في مديريات الزراعة. تقديم دراسة لتكلفة إنتاج كيلو القطن. ما أبقى سعره عند حدود 4 آلاف ليرة برغم ارتفاع تكاليف إنتاجه على الفلاحين.
في محافظة “حماة” تحديداً. تدهورت زراعة القطن بشكل هائل خلال سنوات الحرب. وتراجعت المساحات المزروعة فيه من 20 ألف هكتار قبل 10 سنوات إلى 393 هكتاراً فقط حالياً. وتراجع الإنتاج من 100 ألف طن إلى 750 طناً فقط.
المدير العام لهيئة إدارة وتطوير الغاب “أوفى وسوف” برّر هذا التراجع بالعجز المائي. وقال في حديثه لصحيفة “تشرين” المحلية. أن الاحتياج المائي للمحاصيل الشتوية هذا العام بلغ 65 مليون متر مكعب. فيما يوفّر سد الرستن 42 مليون متر مكعب فقط، متسائلاً عن كيفية وضع خطة لزراعة محاصيل صيفية مثل القطن في وقتٍ لا تتوفر فيه المياه لري المحصول. مؤكداً أن ذلك هو السبب وراء عدم وضع خطة لزراعة القطن.
أما رئيس جمعية المسحل الفلاحية في “الغاب” “محمد إبراهيم”. فأكّد أن القطن من أفضل المحاصيل بالمردودية. لكن دوائر الزراعة تتجه رغم ذلك إلى التخلي عن خطة زراعته بذريعة عدم توفر المياه للري.
اقرأ أيضاً:القمح يُخفض إنتاج الذهب الأبيض.. ضعف بتوريدات القطن هذا العام
وأضاف “إبراهيم” أن الفلاحين لا يطلبون من هذه الجهات توفير المياه لهم. وكل ما يطلبونه إقرار خطة زراعته وتوفير البذور والأسمدة بسعر التكلفة. على أن تترك مسؤولية توفير المياه للمزارعين. مبيناً أن الفلاح لن يُقدم على زراعة محصول إلا إذا توفّرت مقوماته لأنه يسعى للربح وليس للخسارة.
وأكّد رئيس الجمعية أن تكلفة زراعة القطن أصبحت عالية مقارنةً بسعره. موضحاً أن تكلفة “جني المحصول” فقط تتراوح بين 600 إلى 700 ليرة للكيلو. يضاف إليها بقية الخدمات التي يحتاجها المحصول من أسمدة وأدوية وتعشيب. بينما لم يتجاوز سعر الكيلو الواصل ليد المزارع الموسم الماضي 3800 ليرة.
موقف الوزارة يثير علامات استفهام واسعة حول سبب رفضها إقرار خطة لزراعة القطن. رغم أن المزارعين أعلنوا تحمّلهم لمسؤولية توفير مياه الري. مقابل منحهم سعراً مناسباً للكيلو يراعي مع تكاليف الإنتاج ويتناسب ولو جزئياً مع السعر العالمي. علماً أن “سوريا” عام 2011 احتلت المرتبة الثانية عالمياً من حيث مردود وحدة المساحة بمعدل 4 طن للهكتار الواحد. وصنّف القطن كمحصول استراتيجي في “سوريا” حتى أنه سمّي بـ”الذهب الأبيض”.