أخر الأخبارالرئيسيةرأي وتحليل

بغياب الحرية … أسباب هجرة الشباب السوري قبل الحرب لم تتغير بعدها

العوامل التي فجّرت أزمة 2011 تتكرر .. والشباب أول ضحاياها

لم تكن هجرة الشباب من “سوريا” والرغبة في السفر إلى الخارج سواءً للعمل أو الدراسة وحتى الإقامة الدائمة حدثاً طارئاً خلق لأول مرة بعد الحرب.

سناك سوري _ محمد العمر

وعلى الرغم من أنه لا يمكن بالمطلق مقارنة معدلات هجرة الشباب ما بين قبل الحرب وبعدها. إلا أن الأسباب قد تتشابه فكثير من قضايا الشباب لا تزال على حالها.

في مسلسل سوري عرض لأول مرة عام 2011 يقول أحد شخصيات العمل وهو شاب عشريني أنه يرغب بالهجرة إلى “كندا”. فيصدم جميع من حوله بهذا الخيار ليرد بشرح أسبابه المتمحورة حول غياب أفق الأحلام في البلاد. فسواءً في العلم أو الفن أو غيرها من المجالات هناك سقف لا يمكن تجاوزه من الطموحات. وأنه يريد أن يعيش بحرية تجنّبه نظرات الجيران والمجتمع وتدخلاتهم في مظهره وتصرفاته وعاداته اليومية وحتى تدخلات العائلة بخياره العاطفي.

قد تعود كل تلك القضايا المذكورة إلى سبب واحد يتمثّل بغياب “الحرية” وليس الحديث هنا عن معناها السياسي. فمثلاً لا يمكن تحقيق طموحات كبرى في المجال العلمي بسبب غياب حرية البحث العلمي وتحديد سقوف لها. ولا يمكن للفن أن يكون مبدعاً تحت سقف رقابة تحدد له مواضيعه. ولا يمكن للإعلام أن يكون عالمياً في ظل قيود ومحاذير تقمع حريته.

وبعيداً عن السياسة أيضاً. فإن الحرية الفردية لم تكن محفوظة أمام تقاليد المجتمع المحافظ ونظراته الريبية لكل ما هو جديد أو معبّر عن حرية الشخص في تحديد خياراته في الملبس والمأكل والمشرب والعلاقات مع الآخرين.

يمكن القول بعد 13 عاماً من الحرب الطاحنة، أن شيئاً لم يتغيّر بعد وأن ما حاول الشباب السوري تغييره أو الهرب منه بالهجرة بقي على حاله. وبقي الخروج من البلاد خياراً أساسياً مع إضافة عوامل جديدة أكثر شدة وقسوة مثل الأمان وقلة فرص العمل وتدهور الاقتصاد وانحدار الخدمات الأساسية وغيرها من المسببات التي لا تنتهِ.

إن المأساة التي بدأت في 2011 لأسباب عدة في مقدمتها الضغط على الشباب. لا يبدو أنها أزالت أسبابها ما ينذر باستمرارها في وقتٍ خلق فيه جيل خلال الحرب يتطلع إلى المستقبل بغموض فيرى أفقاً معتماً لا يجد حلاً له أسهل من مغادرة أرضه.

زر الذهاب إلى الأعلى