بعد خسارات منتخب الشباب … هل إقالة مارك فوته هي الحل؟
تغيير المدرب بعد كل خسارة .. هل غيَّرَ أداء المنتخبات السورية؟
تواصلت خيبات الجماهير السورية من خسارات منتخباتها في مختلف الفئات منذ أكثر من ثلاث سنوات حتى اليوم، وذلك بعد الخسارتين اللتين تلقاهما منتخب الشباب في كأس آسيا.
سناك سبورت – غرام زينو
وفي أول مشاركة له منذ 13 عاماً. خسر منتخب “سوريا” للشباب أمام مستضيف البطولة “أوزبكستان” بنتيجة 2-0 وأمام “إندونيسيا” بنتيجة 1-0. ليتبقى له مباراة واحدة فقط أمام “العراق” وسط آمال ضئيلة بالتأهل للدور الثاني.
الخيار الوحيد المتبقي للمنتخب السوري للتأهل هو الفوز على منتخب “العراق” بفارق هدفين على الأقل بشرط خسارة “إندونيسيا” أمام “أوزبكستان”. وهو السيناريو الذي يبدو صعباً بعدما رأيناه من أداء للاعبي المنتخب على أرض الملعب. لكننا اعتدنا الدخول في دوامة الحسابات كل مرة. لنترك آمالنا حية حتى آخر دقائق المباراة بتأهل شباب “سوريا” أو خروجهم من البطولة.
إلا أنه وفي حالة منتخب الشباب حالياً، لا يجب إغفال كارثة الزلزال الذي واجهه اللاعبون مع أهاليهم عندما ضرب 4 محافظات سورية مطلع شهر شباط الماضي أي قبل البطولة بحوالي شهر. ما كان له تأثير نفسي سلبي على لاعبي المنتخب في هذه الفترة كحال جميع السوريين.
اقرأ أيضاً:شباب سوريا يفتتحون مشاركتهم الآسيوية بالخسارة أمام أوزبكستان
على مدى السنوات السابقة كان الحدث الأبرز بعد أي خسارتين متتاليتين أو خروج من بطولة، هو إقالة مدرب المنتخب الخاسر بأي فئة كانت. وغالباً ما يكون قرار اتحاد الكرة في تلك اللحظة محاولة لإرضاء الجماهير التي كانت تضغط على الاتحاد لإصدار هذا القرار.
لكن السؤال هو هل كان قرار تغيير المدرب أو إقالته يغيّر أي شيء؟ إن كان بشكل المنتخبات أو نتائجها. الجواب كما تظهره النتائج هو لا. وبالتالي لا يبدو أن من المجدي لاتحاد الكرة أن يقوم بإقالة المدرب الهولندي “مارك فوته” بعد بطولة آسيا للشباب الحالية، حتى وإن لم ينجح بالتأهل للدور الثاني أو بالظهور بالشكل المرجو في مواجهة “العراق”.
إقالة “فوته” لن تكون القرار الصائب . ليس لأنه المدير الفني لاتحاد الكرة. أي أنه مسؤول عن تقييم جميع المنتخبات السورية من الأشبال للرجال، بل لأن تكرار أخطاء الاتحادات السابقة بالإقالات ليس حلاً جذرياً ولا حلاً يغيّر شيء بنتائج وأداء وشكل منتخب الشباب.
الحل الأفضل. هو الإبقاء على “فوته” ليعمل بشكل أكبر مع المنتخب. لأنه ضمناً لم يعمل مع المنتخب أكثر من 6 أشهر وهي مدة لا تبدو منطقية لتتم مطالبته بتحقيق إنجاز في آسيا أو الوصول لكأس العالم أو أي إنجاز آخر.
تغيير المدربين بشكل متكرر خلال فترات قصيرة يؤثر على أداء اللاعبين سلباً. لأن لكل مدرب أسلوب وطريقة خاصة بالعمل والتدريب. ما يعني أن المنتخبات السورية لن تأخذ شكلاً معيناً لتستند عليه أثناء خوضها البطولات. بل ستبقى مشتتة وسنبقى نراها بنفس الشكل السلبي وغير المرضي.
إعطاء الفرصة لـ “فوته” على الأقل لخمس سنوات يؤسس فيها مع لاعبي الشباب على المدى الطويل، يكسب المنتخب ولاعبيه الخبرة بهدوء وتنظيم وبشكل صحيح. وبالتالي فإننا بعد ذلك الوقت سنكون على موعد مع فريق جاهز بشكل جيد ليكون داعماً أساسياً لمنتخب الرجال. لأن الاهتمام بالقواعد والفئات العمرية وإنشاءها بشكلٍ صحيح هو ما يعطينا بعد سنوات رجالاً قادرين على مقارعة المنتخبات الكبيرة دون خوف.