الرئيسيةسناك ساخر

بيضاتنا.. حديث لا يمل وشوق لريحة الزنخة

على أمل "يصيروا بيضاتنا كبار" ونرجع ناكل بيض

شكّل البيض أهمية كبيرة في حياتنا كسوريين منذ عقود طويلة، فالبيض ليس مجرد مادة غذائية نتناولها على الفطور. أو نلجأ إليها حين لا يوجد أي طبخة على الغداء، أو في آخر الليل بحثاً عن وجبة سريعة.

سناك سوري-رحاب تامر

فالبيض في حياتنا متشعب لدرجة كبيرة، إذ أنه الكلمة التي نستخدمها للدلالة على أهمية شخص ما. فنقول “بيضاته كبار”، كناية عن سعة أحواله ورزقه.

اليوم، يكفي أن نقول “بياكل بيض كل يوم”، للدلالة على نفس المعنى. دون استخدام كلمات تخص الأعضاء البشرية لجسد الإنسان.

البيض أيضاً، كان منقذ الفقراء، يلجؤون إليه للحصول على البروتين، بعد عجزهم عن شراء الدجاج أو اللحم الأحمر.

والبيض كان يشكلّ فرحة غامرة لدى الأطفال في الريف. حين يتجهون إلى “القن” للحصول عليه من تحت الدجاجة، وتزداد الفرحة حين يكتشفون وجود “معشة” مليئة بالمادة.

و”المعشة”، تتكون حين تقرر دجاجة ما أن تشذّ عن قوانين صاحبها بوضع البيض في “القن”. وتجد مكاناً لها بين الأعشاب، لتضع بيضتها فيه كل يوم، معلنة تمرداً ينتهي باكتشاف المعشة وسرقة محتوياتها. وبالكاد تستطيع الدجاجة النطق ببعض “البقبقة”. قبل أن تعود مرغمة لوضع بيضها داخل القن وإنهاء تمردها.

وكل هذا الحديث المليء بالبيض و”الزنخة”، إنما قفز إلى ذاكرتي مرّة واحدة، بينما أقرأ تصريحات مدير فرع السورية للتجارة في “دمشق”. “سامي هليل” والتي نقلتها شام إف إم المحلية. ويقول فيها إن البيض متوفر بكل الصالات وبسعر الكلفة وهو 31 ألف ليرة للصحن الواحد.

31 ألف ليرة يعادل أقل من 30 بالمئة من متوسط الرواتب الحكومية في سوريا. وهو رقم يطيح بحلم تناول البيض، ويرفع شعار الشوق لريحة زنخته. على أمل “يصيروا بيضاتنا كبار” ونرجع ناكل بيض.

زر الذهاب إلى الأعلى