شكّل برنامج الكابتن الذي توقف مؤخراً، خلال سنوات عمله حالة مثيرة للجدل لجوانب عديدة منها الجرأة التي تمتع بها والقضايا التي طرحها بما في ذلك الخطأ الذي وقع به فأطاح بعرضه.
سناك سبورت – محرر الرياضة
البرنامج الذي عمل لعدة سنوات كان يطرح في آخر حلقاته قبل الإيقاف بتاريخ 13 تموز الجاري. موضوع خصخصة الرياضة أو الاستثمار فيها. وهو ملف هام جداً في الرياضة السورية كما أنه أصبح حاجة كبرى. لكن البرنامج وقع بخطأ في الإعداد حين نقل خبراً عن طرح مطار “دمشق” الدولي للاستثمار مع إضافة تعليق على الخبر بأنه يحدث ضمن توسع النفوذ الروسي والإيراني في البلاد. وهي جملة أدت لاتخاذ وزارة الإعلام لإيقاف البرنامج والتحقيق بملابسات ما حدث.
ماذا تخسر الرياضة السورية من إيقاف برنامج الكابتن؟
في البداية يتم عرض برنامج الكابتن عبر قناة رسمية حكومية. كما أنه يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة، ويمتلك القدرة على استضافة مختلف الرياضيين من إداريين ولاعبين ومدربين وغيرهم من الأشخاص كالمحامين المختصين بملفات الاتحادات السورية ورؤساء الأندية.
وبالتالي فإن إيقاف البرنامج لم يصب بمصلحة الرياضة السورية، لأنها خسرت منبراً لنقل هموم وأوجاع الرياضة والرياضيين عبر التلفزيون الرسمي. ولا ننسى بأن البرنامج لعب دوراً في إصلاح وكشف عدة ملفات من خلال الإضاءة عليها إن كان في كرة القدم وكرة السلة والملاكمة وكرة اليد وغيرها.
وهذا لا يعني أن البرنامج كان مثالياً وخالياً من العيوب والأخطاء بل كان حاله حال الإعلام الرسمي السوري كله. فيه إيجابيات وفيه الكثير من السلبيات.
لكن ميزته أنه كان نسبياً يعوض ضعف الإعلام الرياضي في سوريا لناحية عدم جود قناة رياضية متخصصة وقلة البرامج الرياضية.
الانعكاس السلبي لتوقف الكابتن
بعد توقف البرنامج ستزداد تلقائياً مخاوف الإعلاميين والمذيعين السوريين من الوقوع بأي هفوة على الهواء مباشرة. حتى ولو كان الخطأً غير مقصود، لكن وضع الإعلامي في موضع التحقيق وإيقاف برنامجه سيجعله مبتعداً عن التقديم (من مبدأ بعّد عن الشغل بالإعلام الرسمي وغنيلو للخطأ).
من جهة أخرى. فإن بثّ أي برنامج على الهواء ومخاطبة الجمهور بشكل مباشر يجعله عرضةً للوقوع في الخطأ. إلا أن المبالغة في المحاسبة وتهويل الخطأ على أنه كارثة سيزيد من هواجس الصحفيين ويقلّل من شجاعة الظهور في الحلقات المباشرة ما سيؤدي بطبيعة الحال إلى خسارة الإعلام الرسمي مزيداً من متابعيه الذين اعتادوا على حلقات البرنامج.
الحل بالإيقاف؟
من يتخذ قرارات بإيقاف البرامج عليه أن يخلق بدائل عنها فوراً. فعندما يكون لديك دورة برامجية فيها برنامج رياضي ويتعطل بث البرنامج عليك أن تقدم بديلاً عنه يراعي النوع والمحتوى ويلبي احتياجات الجمهور الرياضي.
وليس أن تمنع وتحجب وتحظر وتمتنع عن تقديم بدائل برامجية تستجيب لمتطلبات الجمهور ورغباته وفي نهاية الأمر تقول لماذا لا تتبعون إعلامنا “الوطني”
لم يكن الحل يوماً بالمنع ولن يكون.. وفي هكذا قضايا ربما توجه إنذار، أو تغير المعد، وحتى تغير مقدم البرنامج أو المخرج أو أي من المسؤولين المباشرين عن أخطاء البث المباشر. لكن لا توقف البرنامج فأسوأ الدواء المنع.
الرياضة السورية تحتاج المزيد من البرامج المزيد من الاهتمام الإعلامي… ولا يجوز معاقبة الرياضة كلها بوجود خطأ في بث برنامج.
من جديد لم يكن برنامج الكابتن كاملاً ولن يكون إلا ابن المؤسسة التي يُبث منها… لكنه بالمحصلة كان يؤدي دوراً وارتبك ما يعد خطأً في الإعلام الرسمي.. لكن العقاب كان كبيراً جداً وللرياضة كلها. فأسوأ الدواء المنع.