الرئيسيةيوميات مواطن

باليوم العالمي للبيئة.. نبات الحبق كان ثروتنا تسعينيات القرن الماضي

هل تزرعون الحبق على شرفات منازلكم؟

“هاتي شتلة من نبات الحبق الرفيع وبعطيكي من العريض”. هي العبارة التي كنا نحملها معنا كباراً وصغاراً بينما نزور منازل الجيران بحثاً عن الورود، لمقايضتها وزراعتها. في طقس قفزَ إلى ذاكرتي المنهكة بالتفكير بـ”الفول والبازيلا والفاصوليا”، بينما أقرأ أن اليوم 5 حزيران يصادف اليوم العالمي للبيئة.

سناك سوري-وفاء محمد

في مثل هذه الأيام من تسعينيات القرن الماضي، بريف جبلة في محافظة اللاذقية. كنا نسوة وحتى رجالاً وصغاراً، نزور الجيران بحثاً عن الحبق بنوعيه ذا الورق العريض والورق الرفيع والمنتور و”السجاد” والأخير نبات زينة لا يزهر بل يعطي شكلاً جميلاً أوراقه شبيهة بالسجاد. إضافة إلى نبات حلق المحبوب.

كنا نعتمد نظام المقايضة، بمعنى تبادل شتول الأزهار ذات الرائحة العطرة فيما بيننا بحيث يحصل كل منزل على أنواع متنوعة. لا أنسى شعور الخذلان حين يُقابل طلبي بالرفض من إحدى الجارات. خصوصاً أولئك اللواتي كنّ يغرنَ على ورودهنّ كما أبنائهنّ ويعتبرنها ثروة لا ينبغي التفريط بها.

نبات الحبق والسجاد على شرفة أحد المنازل-فيسبوك

ثم تبدأ عملية زراعة الغراس، بعلب السمنة والمربى الفارغة، والتي كنّا ندخرها خصيصاً لهذه الغاية. لنوفر بذلك ثمن الأصيص البلاستيكي رغم أن سعره حينها لم يكن يتجاوز الليرتين فقط!.

تلك الذكريات قفزت إلى ذاكرتي المتخمة اليوم بأنواع الخضراوات والمونة. في وقت يعجز فيه غالبيتنا حتى عن الحصول على مياه الشرب فكيف سنزرع نباتات زينة لنسقيها. ومن يمتلك مكاناً للزراعة، فإنه سيزرع بندورة وباذنجان ليوفر في ثمنهما. بالتأكيد لن يزرع وروداً لن يستطيع الاستفادة سوى من منظرها ورائحتها، لتتحول إلى مجرد ترف عابر.

أشكر الصديق الذي لا أعرفه شخصياً، والذي نشر صورة “حبقاته”، (الصورة الرئيسية)، ليذكرني بأيام كنا نمتلك فيها ترف زراعة الورود. والاعتناء بها.

زر الذهاب إلى الأعلى