الرئيسيةحرية التعتيريوميات مواطن

النقود لاتكفي كليهما.. أمّ خانها راتبها واختارت تجاهل مرضها ومداواة ابنتها

الراتب لايكفي والضمان الصحي لايغطي.. كيف سيعالج السوريين أمراضهم؟

سناك سوري – خاص

لأول مرة في حياتي أجد نفسي عاجزة عن التفكير أمام هول الصدمة التي وضعتني ظروف الحياة والغلاء فيها، بهذه الكلمات عبرت “ريما” عن حالها الذي تمر به اليوم.

“ريما” هي أم لطفلين وموظفة تقبض راتباً حكومياً صافياً مقداره أربعون ألف ليرة سورية بعد اقتطاع أقساط القروض التي اضطرت الجصول عليها سابقاً، لحاجات مختلفة، أما زوجها فيعمل أعمالاً حرة باليومية (ممكن يوم يشتغل والتاني لا)، توضح في حديثها مع سناك سوري أنها أثناء نقاشها في المنزل مع زوجها حول تكاليف إجراء بعض التحاليل الضرورية، لها ولطفلتها ذات الـ 12 عاماً فوجئت بجواب ابنتها بأنها لن تجري أي تحليل قبل أن تقوم أمها بإجرائه، فحياة الأم أهم بالنسبة للطفلة التي ترى الحياة بوجود أمها فيها.

اقرأ أيضاً: سوريون يختصرون أدويتهم بسبب الغلاء

لامجال للمقارنة ولايمكن للسيدة الصبر، انفجرت بالبكاء ضمت طفلتها وطمأنتها بأن وضعها ليس بهذا السوء، وأنه يمكنها الانتظار حتى الراتب الثاني وتجري تحاليلها لكن الأهم تحاليل الطفلة، التي لايمكن لجسدها الصغير أن يحتمل المرض والتأخر بأخذ العلاج المناسب.

وتضيف :«حتى الضمان الصحي الذي يفترض به أن ينقذني في مثل هذه الحالات لايغطي تكاليف علاج طفلتي ومن غير المسموح استخدام البطاقة لغير حاملها أي غيري أنا لكن المشكلة أنه لايتكفل بكامل نفقات علاجي من معاينة طبيب وتحاليل وصور شعاعية وهناك الكثير من التحاليل التي لايغطيها ويحتاج الكثير من الأخذ والرد مابين توقيع الوصفة من الطبيب والحصول على موافقة الشركات لصرف المبلغ وهو ما لايتناسب مع بعض الحالات الحرجة التي لايمكن للإنسان أن ينتظر فيها أية موافقات وعليه تدبر أمره خلال لحظات قد تكون الثانية فيها نقطة فاصلة بين الحياة والموت»، كذلك فإن بعض التحاليل التي تحتاجها غير متوفرة في المستشفيات الحكومية.

نار ارتفاع أسعار الأدوية أثرت بشكل كبير على حياة الكثيرين في “سوريا” ومنهم “ريما” التي تعاني أمراضاً مزمنة وتشتري الدواء بشكل شهري بقيمة لاتقل عن 20 ألف ليرة سورية وهذه تغطي جزءاً منها عبر الضمان الصحي، لكنها تتساءل كيف يمكن للمواطن غير الموظف أو المشمول بالضمان الصحي تدبر أمره بمثل هذه الحالات كيف سيوفر الدواء والعلاج لأفراد أسرته في حال اضطر لاسمح الله.

خمس وعشرون يوماً تفصل “ريما” عن موعد قبض راتبها الثاني وهي تأمل ألا تتطور حالتها أكثر، وأن تبقى قادرة على التظاهر بالسلامة التامة وعدم الشكوى أمام أفراد أسرتها حتى لاتزيد آلامهم معها أيضاً.

اقرأ أيضاً: بعد رفع سعره.. مواطنون قننوا دواءهم وآخرون يشترون بالظرف

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى