الرئيسيةحرية التعتيريوميات مواطن

عزاؤنا لكم في مصابكم يا من تصمون السمع عن آلامنا

ألا تصلكم صورنا ألا تصلكم جثامينا ألا تصلكم رسائلنا؟!

أيها القابعون في “مكاتب اتخاذ القرار” بمختلف الدول المعنية بمعاناة السوريين وفي سوريا، يا من أذهلتم العالم بقدرتكم على إرسال الرسائل بين بعضكم، أفلا تصلكم رسالتي هذه مني أنا “المواطنة البائسة لدرجة أنها مستعدة لركوب البحر والغرق فيه على الاستمرار بهذه الحياة”.

سناك سوري-رحاب تامر

بداية أود أن أعزيكم بمصابكم الجلل، فكل يوم تموت المزيد من الأرقام التي لا يعنيكم منها سوى كيف توظفونها لغايات سياسية. أرقام لبشر لهم أحلام وطموحات وقرروا المضي قدماً نحوها هرباً من واقعٍ فرضتموه جميعاً عليهم.. فابتلعهم البحر مع أحلامهم.

لم أقرأ خبراً يقول بتوقيعكم اتفاقية مع البحر تقضي بمحاسبة كل من تسول له نفسه أو نفسها ترك “الجحيم الذي عيشتموهم به” بحثاً عن “حقهم بالحياة”. وفيما لو تمت تلك الاتفاقية بالخفاء ألتمس حلمكم وعطفكم لإلغائها وترك من يريد الرحيل يمضي في حال سبيله.

أعتذر من “سعادة معاليكم” لكن تلك الصورة التي تظهر جثة طفل تطفو على المياه، حرمتني وابنتي التي شاهدتها النوم… لقد غرست في قلوبنا مثلما يغرس المجرم سكينه في جسد الضحية.

هل رأيتموها؟ ماذا كان شعوركم بعدها! هل احتضنتم أطفالكم تحت ضوء ليدٍ يلفظ أنفاسه الأخيرة، هل وخزكم ضميركم ولو قليلاً، هل تلقفتم “سيجاراً كوبياً” أو تناولتم كأس فودكا أو ذهبتم للبارات علّ “الزهزهة” تذهب عنكم عناء القهر فيها.أو أصدرت بياناً منافقاً عن حقوق الانسان!؟.

أوصلتكم الصورة؟، أم أنكم اعتدتم إرسال الرسائل لا تلقيها، هل ينقطع الإرسال لحظة رسائلنا أم أن “سماعات بونايف” صينية مغشوشة لا تعمل!.

هل وصلتكم صورنا؟ هل وصلتكم جثثنا وأنتم تقضون إجازاتكم على يخوت تم شراؤها من دمائنا ؟ هل وصلت دماؤنا إلى حبر أوراق اجتماعاتكم السياسية!! هل وصلكم شيء!! لا أظن أن شيئاً وصلكم فلطالما كانت أرواحنا حطباً لقباحة هذا العالم من غربه لشرقه.. فجميعكم مسؤولون عن وجعنا في الداخل والخارج مع اليمين واليسار مع السماء والأرض.. جميعكم دون استثناء.

اقرأ أيضاً: 15 ضحية لغرق مركب قرب جزيرة أرواد .. ونداءات للمساعدة

زر الذهاب إلى الأعلى