الصورة من عام 2019.. هجوم على مليكان بعد ارتدائها زياً مدرسياً “بربطة”!
لماذا لا تقوم وزارة التربية بتوفير ملابس مدرسية موحدة بسعر رمزي منطقي؟
تتعرض الطالبات لحملة تشويش كبيرة بالتزامن مع بدء العام الدراسي. لدرجة ربما لم يتبقّ سوى سوريون وسوريات قلائل لم يعلّقوا على صورة “المليكان” ذات اللباس المدرسي بربطة على الخصر. مكيلين الاتهامات بالفجور مع تجاهل فكرة أنهنّ في فترة المراهقة ببلد لم يجد حلاً لارتفاع أسعار الملابس المدرسية سوى بتوقف التشديد عليها.
سناك سوري-دمشق
الحملة التي تتعرض لها الطالبات حتى قبل التأكد من ارتدائهنّ هذا “الزي” المفترض، تخللها كالعادة مطالبات بعودة لباس الفتوة العسكري. وكأنّ بلادنا لم تنل ما يكفيها من الحروب لتذكرنا بها المدارس!
أما النكتة الحقيقية “غير انو اللباس على مليكان مو على طالبة”، فهي أن الصورة المتداولة تم نشرها لأول مرة عام 2019، كما يبين بحث سريع أجراه سناك سوري بأحد أدوات التحقق من الصور. ويعاد نشرها كل عام منذ ذلك الوقت على أنها زي مدرسي. وبالتالي فالهدف منها جمع المزيد من اللايكات والتفاعلات والتعليقات. المشابهة لما يجري اليوم، (وطبعاً بدون رقيب ولا حسيب).
اللباس المدرسي الموحد هو بالتأكيد ضرورة ملحة، لعدة أسباب أهمها الالتزام من جهة ومن جهة ثانية إلغاء الفوارق الطبقية بين الطلاب والطالبات، على الأقل في هذه الناحية. ومع ذلك فإن الظروف الاقتصادية الحالية التي تجعل “لقمة الطعام” هدفاً وغاية، تحرم كثير من الأسر القدرة على شراء ملابس مدرسية لأطفالهم. بعد أن تجاوز سعرها الـ300 ألف ليرة بالمتوسط.
النكتة الحقيقية “غير انو اللباس على مليكان مو على طالبة”، فهي أن الصورة المتداولة تم نشرها لأول مرة عام 2019
لا تشدد
مدير التعليم بوزارة التربية “راغب الجدي”، قال في تصريحات نقلتها شام إف إم المحلية. إنهم لن يتشددوا باللباس المدرسي هذا العام مراعاة للظروف الاقتصادية. مشترطاً أن يكون نظيفاً ومرتباً وبعيداً عن استخدام الرموز “التي لا تعبر عن ثقافتنا”.
وعوضاً عن حل مشكلة “الأوضاع الاقتصادية السيئة” بهذه الطريقة، كان يوجد عدة خيارات أخرى. مثل أن تقوم وزارة التربية ببيع الملابس المدرسية بسعر رمزي أو بسعر الكلفة للطلاب، أو أن تهديهم إياها، ومهما كانت الظروف الاقتصادية سيئة، فإن التعليم والحفاظ عليه يستحق صرف الملايين. التي استحقها نفق المواساة أبو 70 مليار. والمنشآت السياحية التي لا يمتلك كثير من الطلاب حتى حلم زيارتها!
لماذا لا تقوم وزارة التربية ببيع الملابس المدرسية بسعر رمزي أو بسعر الكلفة للطلاب، أو أن تهديها للطلاب؟!
حرية شخصية
المعلقون الغيورون على “هيبة المدرسة“، يتناسون أنه لا يحق لهم التدخل باختيارات الطلاب والطالبات من الملابس خارجها. حيث يمتلكون مطلق الحرية بشراء ملابس وموديلات على أذواقهم/ن، تلك الملابس هي ما يتوفر لديهم لدى بدء العام الدراسي. وبالتالي إن ارتداءها لا يعبر عن هويتهم بالمدرسة، بقدر ما هو تعبير عن أذواقهم\ن.
اللافت في التعليقات على اللباس المدرسي في سوريا، أن كل الصور وكل التعليقات السلبية تذهب باتجاه ملابس الطالبات. (سوق لايكاتها شغال لأن). بينما تتجاهل التعليقات ملابس الطلاب الذكور، علماً أن التعليقات غير منطقية لكلا الجنسين، ويجب أن توجه الانتقادات إلى وزارة التربية وليس إلى الطلاب.