“المصروف لا يرحم أحداً”، تقول “كوليت” وتضيف أن معظم السوريين مهما عملوا وكدّوا وتعبوا واعتلّت صحتهم لا يمكنهم أن يصلوا لدرجة الاكتفاء. الأمر الذي شاركها به معظم المعلقين على استبيان سناك سوري حول كم ساعة يحتاج السوري للعمل حتى يؤمن مصروفه؟
سناك سوري-دمشق
اتخذت معظم التعليقات على الاستبيان طابع المبالغة للتعبير عن واقع صعب يعيشه السوريون حالياً. فأكثر من نصف المعلقين البالغ عددهم 68 شخصاً، قالوا إنهم يحتاجون أن يعملوا 100 ساعة أو 48 أو 36 ساعة في اليوم الذي يتضمن 24 ساعة فقط.
اللافت في التعليقات على الاستبيان كمّ النساء اللواتي تحدثن. وهذا ما يُلغي فكرة نمطية سائدة بالمجتمع بأن الرجل هو المسؤول عن العمل وإعالة الأسرة، فها هي “سونيا” تقول إنه يجب أن يعملوا طالما يستطيعون مقاومة التعب. في حين رأت “شيماء” أن عليها مواصلة الليل بالنهار و”شي 3 وظائف إن وجد، أو وظيفتين على الأقل”. ومع ذلك لن تستطيع تأمين متطلبات المنزل.
وفرض الواقع الحالي ظروفاً صعبة على الرجال والنساء الذين يضطرون للعمل بأكثر من مهنة لتحقيق الحد الأدنى من الكفاية للعوائل. فالمشكلة الحقيقية تكمن بالأجور سواء بالقطاع العام أو الخاص، ورغم أن الأخير أعلى من الأول لناحية الأجور. لكن مع ذلك فإن الأجر الشهري لا يفي بالاحتياجات وبحسب مؤشر قاسيون لتكاليف المعيشة، فإن تأمين متطلبات الحياة يحتاج من 8,148,347 بالحد الأدنى إلى أكثر من 13 مليون ليرة بالحد الأعلى شهرياً.
يعبر “موفق” عن الفكرة السابقة، ويقول إن ساعات العمل لا دخل لها، إنما السبب هو الرواتب القليلة. ففي أوروبا يعمل الشخص بين 6 إلى 8 ساعات، وخلال سنة يستطيع شراء منزل.
يقول “خضر” إنه يعمل ليبقى على قيد الحياة فقط، أما “يامن” فيحتاج إلى شهر كامل من العمل ليؤمن مصروف يومين. في حين كان “حسن” أكثر المحظوظين كما يبدو، فهو يحتاج إلى 10 أو 12 ساعة عمل يومياً فقط.
وأجرى “جعفر” مقارنة مذهلة بين مصروفه اليومي البالغ 500 ألف ليرة، وبين راتبه الذي لا يزيد عن 300 ألف ليرة. وأردف: “كل يوم لازم اشتغل شهر ونص”، متمنياً دوام هذا العزّ.
يذكر أن متوسط الرواتب الحكومية في سوريا لا يزيد عن 287 ألف ليرة. وفي القطاع الخاص يمكن أن يصل راتب العامل في أحد مصانع دمشق مثلاً إلى 2 مليون ليرة. وعلى الرغم من الفرق الشاسع بين الرقمين إلا أن كلاهما لا يفيان بمتطلبات المعيشية ولو بحدودها الوسطى.