السعدي والصليل … شابان سوريان واجها السرطان وشفيا منه يرويان تجربتهما
“السعدي” الذي تعالج من السرطان عالج أهله بعبارة: غدا سأكون أفضل.. “الصليل”: لا تفقدوا الأمل
سناك سوري – السويداء: رهان حبيب – الحسكة: عبد العظيم عبدالله
نجح الشابان “محمد الصليل” من “الحسكة”، و”خلدون السعدي” من “السويداء” بالتغلب على مرض السرطان، بعد رحلة علاج لم تخلُّ من الصعوبة، لكنها أيضاً لم تخلُّ من الحب والاهتمام.
“الصليل”، من أبناء قرية “ذبانة” بريف “القامشلي”، يقول لـ”سناك سوري”، إنه صدم حين أخبره الطبيب بأنه ليباشر بعلاجه عليه دفع 20 ألف دولار مبدئياً، وبعد إنفاق الكثير من الأموال دون حدوث أي تطور إيجابي في حالته، قرر التخلي عن عمله في “لبنان”، والعودة إلى “دمشق” لاستكمال علاجه من السرطان الذي أصيب به منتصف العام 2011.
وصل الشاب وهو من مواليد 1993، إلى “دمشق”، وبقي في المستشفى 23 يوماً، نتيجة وضعه السيء وعدم قدرته على تناول الطعام والشراب، يضيف: «أعطوني العلاج اللازم، وبعد أن لمس الأطباء تحسناً مقبولاً في حالتي سمحوا لي بالمغادرة إلى بلدتي بريف “القامشلي” وتابعت علاجي شهرياً إلى أن تمكنت من الشفاء».
طيلة نحو الـ10 سنوات، استمرت رحلة علاج “الصليل”، متنقلاً بين محافظته، و”دمشق”، ومقيماً بين مستشفيي “المواساة”، و”الأسد الجامعي”، ليحصل على الأخبار التي طالما انتظرها شهر كانون الثاني الفائت، يضيف لـ”سناك سوري”: «بعد رحلة الجلسات الشعاعية، والجرعات الكيماوية، وكل الألم والمعاناة، صدرت نتائج تحاليلي بأني قد شفيت بشكل تام، لا أعتقد أني عشت فرحة مشابهة من قبل».
الشاب العشريني يستعد اليوم للبحث عن عمل جديد يمتهنه في قريته، والبدء بالتخطيط للمستقبل، بعد أن أعاقته الإصابة بالسرطان لنحو الـ10 سنوات، ويختم موجهاً رسالة لكل المصابين قائلاً: «الأهم دائماً ألا تفقدوا الأمل».
اقرأ أيضاً: إعلامية سورية تتحدى مرض السرطان
“خلدون السعدي” انتصر على سرطان الغدد الليمفاوية
وفي “السويداء”، كانت رحلة الشاب “خلدون السعدي” 38 عاماً ابن مدينة “صلخد”، مع علاج السرطان مضنية بعد انتكاسة ثانية تعرض لها عقب شفائه الأول، ليحتفل بعد 7 سنوات من الإصابة بالشفاء التام مع زوجته، التي تمت خطبتهما قبل إصابته بالسرطان بأشهر قليلة، فرافقته برحلة علاجه وفرحة نصره كذلك.
مهندس الجيولوجيا الذي اغترب في الإمارات، جاء إلى “سوريا” مع بداية الأزمة عام 2011، وانضم للخدمة الإلزامية بالجيش السوري، التي توقفت بعد سنة ونصف، عند اكتشاف إصابته بسرطان الغدد الليمفاوية، ما أدى لتسريحه كما يقول لـ”سناك سوري”.
ويضيف: «رحلة العلاج كانت مرهقة معنوياً ومادياً حيث اضطررت لشراء أدوية الجرعات على نفقتي الخاصة، وكان ذلك فترة انقطاع أدوية الجرعات بين العامين 2012 و2013 بسبب الحرب، حيث كنت آخذ كل 21 يوم جرعة الدواء الكيماوي، وبعد أن تماثلت للشفاء تزوجت وتم تعيني في ذات الأسبوع لأباشر عملاً ميدانياً لساعات طويلة».
الشاب بدأ عمله في مؤسسة المياه قسم الآبار كذلك عملاً خاصاً في مجال الدراسات الجيوفيزيائية للآبار، لكن بعد عام بدأ يشكو من ارتفاع كبير في درجة الحرارة، لم يكن ينفع معه المسكنات، فأجرى العديد من الفحوصات، وعانى من التشخيص الخاطئ، ليكتشف أخيراً لدى زيارته أحد الأطباء الشهيرين أنه انتكس والسرطان عاد مجدداً.
اقرأ أيضاً: 2300 مريض يموتون من شدة الأمل.. هام وعاجل وضروري
تأخر تشخيص الحالة بعودة السرطان مجدداً، فرض عليه أخذ جرعات كيماوية ثقيلة لاستدراك الوقت، كما يقول ويضيف: «هنا انتقلت إلى قسم البيروني في المواساة، لتلقي الجرعات يليها آلام شديدة تحملتها لكن أيضاً طوال الفترة لم أتعطل عن العمل إلا للضرورة القصوى والألم الشديد».
آمن “السعدي” بالشفاء بعد الانتكاسة الشديدة، وأنه فائز في معركة حقيقية مع المرض الذي كان من أعراض علاجه بالكيماوي الجانبية، إصابته باستسقاء الكلى، كذلك التهاباً حاداً بالرئة، استوجب شهراً من العزل ليتابع جرعاته، يضيف: «بعد الجرعات الشديدة وعلاج المرض، ظهرت كتلة سرطانية جديدة لدي وكان لابد من العلاج بالأشعة لأكثر من 21 جلسة حاولت التأقلم معها، هي فترة عالجت فيها خوف الأهل بكلمة غدا سأكون أفضل».
اقرأ أيضاً: نورا المرأة التي قهرت سرطان الثدي
عانى “السعدي” الكثير من الأعراض الجانبية للعلاج بالكيماوي والأشعة، وصل إلى حد الصعوبة بالحركة وعدم قدرته على المشي، لكنه لم ييأس ولم يترك عمله، بل استخدم العكازات ووصل ليله بنهاره، ليتحمل تكاليف عملية تبديل المفاصل بعد ظهور نخر بمفاصل الحوض لا حل له سوى بعملية التبديل.
مضى “السعدي” قدماً، نجح بالوصول إلى مرحلة الشفاء التام، يضيف: «اليوم وبعد عام ونصف على العملية، وأربعة أعوام على التعافي من المرض، أدرك أني انتصرت عليه بمحبة أصدقاء وأقارب وزوجة وأشخاص لا يمكن أن أنسى فضلهم وقفوا إلى جانبي دون مقابل إلا الحب الذي عزز ثقتي بالحياة وبقادم أجمل».
هزيمة السرطان ليست صعبة أبداً، أمر تثبته تجارب كثيرة وصل أصحابها للشفاء التام، وهو أمر لا يستلزم سوى الكثير من الحب والقليل من الأمل.
اقرأ أيضاً: سوريا: أكثر من 9000 إصابة جديدة بالسرطان ونقص بالأدوية والأخصائيين