سناك سوري- مُتَمَلِق
اليوم 3 أيار، هو اليوم العالمي لحرية الصحافة، التي اعتدنا أن ننتقد غيابها عن هونولولو الشقيقة. دون أن ننتبه إلى مقدار الحرية الممنوح لنا. المشكلة الرئيسية التي نعاني منها هي في طريقة اختيار مواضيعنا وليس في الحرية. فلماذا نرهق أنفسنا بمحتوى نقد في الوقت الذي نستطيع تحويله إلى مديح ونرى الدنيا ورديّة ونكتفي بصحافة التملق؟.
بينما أسرح في تلك الخيالات وأنا جالسة في “مقهى الصحفيين والصحفيات المعترات”. جذبني حديث بين رجلين في الطاولة بجانبي.
-سمعت، قال اليوم هو اليوم العالمي لحرية الصحافة؟.
-إي وشو دخلنا، لا عنا حرية ولا عنا صحافة.
-كيف شو خصنا، شو نسيت صحافة المدح والإشادة بالإنجازات، ما بتكفي؟.
-يازلمي سكوت، لسه من يومين قريت إن السنة الماضية صنفونا بالمركز 175 عالمياً بحرية الصحافة، عمين عمتضحك؟.
-يلي قال الديمقراطية ما بتلبقلنا ماكذب، لك نسيت العرس الوطني الأسبوع الماضي بتدشين نفق المواساة، خبرني سمعت إنن منعوا شي صحفي أو موقع أو جريدة من إنها تنزل وتصور وتبارك بهالإنجاز؟.
-نسيت الفساد والأسعار والفقر، مين عميسترجي يحكي فيها هي؟.
-بزعل منك، لسه من كام يوم كتبت عالفيس عن سعر البيض واللحمة وشجبت وأدنت، وطالبت بحصتي من البيض واللحمة وماحدا حكاني.
-إي وحصلت عليهم؟
-لا، بس المهم كتبت وعملت لقاء كمان ونزلت المادة، والمسؤول فيها طلع ورد وقال سبب ارتفاع سعر البيض هو العقوبات كمان، يعني جاوبنا ورد على أسئلتنا.
-إي وأكلت المادة مقلية ولا مسلوقة؟
انتهى الحوار عند هذا الحد، بينما قرر الرجلان ترك الحديث عن حرية الصحافة والانتقال لشيء مفيد أكثر، مثل دق طاولة يُشعل داخلهما حماس البحث عن فوز ما.
وبين تنين، الأول حس بالانتصار لأنه حكي عن البيض وطالب فيه وماحدا حاكاه شي. والتاني يلي مو مقتنع بكل القصة وفضل يروح يشغل وقته بشي مفيد أكثر. تذكرت أيام الصحف الورقية، لما كنا ننطرها نطارة لنمسح فيها بلور الشبابيك. ويلي بالفعل أثبتت أنها أنجح مساحة غبرة في تاريخ حياتنا السورية.