الرئيسيةشباب ومجتمع

التجنيد بالتجويع والإجبار…أطفال قاتلوا مع “داعش” يروون قصصهم

أخوة في مواجهة بعضهم البعض … وخوف وخوف وخوف

سناك سوري – متابعات

كان الجوع كفيلاً بأن ينضم اليافع “محمد النجار” وأخوه الصغير إلى صفوف “داعش” دون التفكير بما يمكن أن تجر عليهما هذه المأساة التي انتهت في سجون “قسد”، بعد رحلة شاقة في جبهات القتال الطويلة.

يقول “محمد” الذي كبر سنتين في أحضان “داعش”: «كنت في السادسة عشر من العمر عندما انضممت مع أخي إلى “داعش” قادماً إليهم من مدينة “حلب” بعد أن احتلوا مناطقنا، ولم يعد لنا قدرة على العيش، فلا مال ولا عمل ولا طعام في المنزل، ولا سبيل إلا الانخراط في الحرب وحمل السلاح. حيث أصبحت مرابطاً في جبهات القتال مقابل 50 دولاراً في الشهر الواحد». كما نقلت عنه وكالة أنباء “هاوار” يوم أمس بعد إفراج “قسد” عن 102 معتقلاً تابعين لـ”داعش” بعد انقضاء محكوميتهم حسب قوانين “الإدارة الذاتية” في الشمال الشرقي السوري.

الفتى السوري الذي سرقت طفولته، لم ير شيئاً من الحياة الجميلة، ولم يستمتع بمدرسته كما هو حال أقرانه، ولم يشهد إلا القتل والمعارك، والظلم الكبير الذي يتقن فنونه عناصر مدربة وأمراء حرب في “داعش”، حيث يقول: «لقد تحدثوا لنا عن الدين كثيراً، مثل الجهاد والحرب ضد الكفار».

إقرأ أيضاً أطفال لاجنود … لوقف تجنيد الأطفال في معارك حماه

“عبد المضحي حمادي” كان في الخامسة عشر من العمر، عندما جره عناصر “داعش” من السوق في مدينة “دير الزور” بعد أن أغروه بالمال، و”الجهاد في سبيل الله” مع عدد من الشبان، وبعد تدريبهم على استخدام السلاح زجوا بهم في المعارك، «شاركت في معركة واحدة فقط، كنت أخاف كثيراً، لكن كانوا يتحدثون معنا بلهجة قاسية كي نبقى في مواقعنا».

كان “عبد المضحي” يعلم بأن أشقائه الكبار يقاتلون في صفوف “قسد”، وكان يفكر كل يوم بهم، وكيف يمكن أن يواجههم، أو تصل الحالة حد إطلاق النار عليهم، ولكن قلبه الصغير كان يجعله مطمئناً، وهو لا يعلم أن شقيقاه قد قتلا على يد “داعش”، حيث قال لنفس الوكالة: «كل من يهرب يتم تعذيبه وحبسه، وأحياناً تصل إلى قتله، لذا كنت أخاف الهرب أيضاً». ويذكر “حمادي” أن أغلب قادتهم كانوا من ما يسمى “المهاجرين” غير السوريين، حيث كان أمير مجموعتهم من أصل تونسي يدعى “أبو عبدالله التونسي”.

وحفلت الحرب السورية بالكثير من القصص المؤلمة عن تجنيد الأطفال، ولم تكن “قسد” بعيدة عن ذلك أيضاً بسبب الحاجة إلى مقاتلين، وكانت السبع سنوات القاحلة كفيلة بأن تجعل “أطفال سوريا” رجالاً يحملون السلاح في الجبهات، ويمارسون القتل دون أن يدركوا أن رجولتهم تلك كفيلة بقتل طفولتهم وأحلامهم.

إقرأ أيضاً مقتل طفل بعد تجنيده في صفوف المعارضة المسلحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى