البوظة.. رفاهية حُرم منها سكان الأرياف بسبب الكهرباء
للعام الثاني على التوالي.. صيف آخر بلا بوظة للأطفال والكبار
تضطر “سهام” 39 عاماً لاصطحاب طفلتها من قريتها إلى مدينة “اللاذقية”، مرة شهرياً لتناول “البوظة”، التي غابت عن دكاكين القرية حيث تعيش، للعام الثاني على التوالي بسبب التقنين الكهربائي الذي تحتاجه الثلاجة لحفظ البوظة.
سناك سوري-خاص
“سهام” التي طالبت بعدم ذكر اسم القرية وقالت إنها تبعد نحو 10 كم عن مدينة “اللاذقية”، أضافت لـ”سناك سوري”، أنه وفي صيف عام 2020 كانت البوظة متوفرة، وبسعر 500 ليرة للقطعة المغلفة الواحدة من نوعية جيدة، لكن ومنذ صيف 2021 الفائت وكذلك الجاري غابت البوظة عن دكاكين القرية بشكل كامل، ومن يريد تناولها عليه الذهاب إلى المدينة حصراً، لافتة أن مشوار تناول البوظة الشهري كما تطلق عليه، بات يكلفها 3000 ليرة أجرة مواصلات لها ولطفلتها، يضاف إليه مبلغ 6000 ليرة ثمن قطعتي بوظة من ذات النوعية التي كانت تشتريها بسعر 500 للقطعة الواحدة صيف 2020.
اقرأ أيضاً: حسن سلطان باع أول كأس سلاش طبيعي بفرنك سوري
ليست قرية “سهام” الوحيدة التي تواجه هذه المشكلة، في ظل استمرار التقنين الكهربائي الطويل الذي يصل إلى 5 ساعات قطع. مقابل ساعة تغذية واحدة فقط، بل غالبية القرى الأخرى في المحافظة.
“محمد” صاحب دكان صغير بإحدى قرى ريف “جبلة” والتي تبعد عن المدينة نحو 20 كم، قال لـ”سناك سوري”، إنه تخلى عن بيع البوظة ومثله كل دكاكين القرية، لافتاً أنه وفي حال اشترى المازوت اللازم للمولدة، فإن سعر البوظة سيرتفع ضعفين ولن يستطيع أحد شراءه، لأنه سيضيف إلى سعرها تكاليف المازوت، كما أنه وفي حال فعل ذلك سيكون معرضاً للمساءلة القانونية لبيعه أعلى من السعر المحدد، فقرر الاستغناء عن المادة رغم مطالبة أهالي القرية بها.
وحتى داخل المدينة، غالبية المحال التجارية فيها تمتلك برادات بوظة فارغة، قلة منها تعمل بعد الاشتراك بالأمبيرات. والتي تكلف مبالغ مالية كبيرة شهرياً، تصل لنحو مليون ليرة تقريباً.
ويتراوح سعر طابة البوظة الواحدة في المدينة بين 700 وحتى 1800 ليرة حسب نوعها. وبالنسبة للأنواع المغلفة فتبدأ من سعر 1500 ليرة وتصل حتى 10 آلاف ليرة للقطعة الواحدة.